في أحيان كثيرة تتحول قضايا الناس إلى معاملات يركض خلفها الإنسان من جهة لأخرى من غير أن يجد حلا، ومع هذا الركض يخسر الوقت والجهد وتتحول حياته إلى مراجعات لا تنتهي، وهناك من يمل ويحاول نسيان ما حدث، وهناك من لا يمل ولا يكل بحثا عن حق ضائع، فيتجه إلى الوسائل الإعلامية ليرفع صوته من خلالها. ولأن صاحب الحق أبلغ أجدني اليوم أقدم قضية موجهة إلى مدير جامعة الملك عبد العزيز بصوت صاحبها عل ركضه الطويل ينتهي بحل يعيد الحق إلى نصابه، يقول المواطن: أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز عن موعد التقديم للدراسات العليا لبرنامجي الماجستير والدكتوراه عبر موقع عمادة الدراسات العليا الإلكتروني وبدأ الخريجون من الطلاب والطالبات بتعبئة بيانات التقديم لامتحانات القبول وتم تحديد موعد الامتحانات والأماكن المخصصة لها وتحديد زمن الامتحان لكل الكليات والأقسام بشطريها الطلاب والطالبات بثلاث ساعات ولكن حدث أمر غريب في يوم الامتحان فقد تفاجأت طالبات كلية الآداب بجميع أقسامها وخصوصا طالبات علم الاجتماع بتقليص زمن الامتحان من ثلاث ساعات إلى ساعتين وكان حجة العمادة والكلية هي عدم توفر قاعات خالية مما دعاهم إلى إنهاء امتحانات اللغة العربية وإفراغ القاعات لاستقبال طالبات الماجستير حيث كان من المقرر سابقا حسب موقع العمادة والمطبوع على الأوراق المطبوعة مع رقم الترشيخ أن يبدأ الاختبار الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة مساء إلا أن الطالبات فوجئن بإغلاق المبنى المخصص لامتحاناتهن حتى سمح لهن بالدخول الساعة الثالثة بمعنى بقاؤهن ساعة كاملة تحت أشعة الشمس الحارقة متجاهلين تأثير ذلك على الطالبات وعلى أدائهن للامتحان مما حدا ببعض الطالبات للمغادرة والتوجه إلى المنزل والانسحاب من امتحان القبول لعوامل طبية عند بعضهن فأين الدعم النفسي لهؤلاء المتقدمات والتشجيع على إكمال الدراسة وهنا أضع العديد من الأسئلة لعلها تجد الضمير الحي للإجابة عليها: 1- أعضاء لجنة الامتحان عند وضع الأسئلة وضعوها متناسقة وملائمة مع زمن الإجابة وفي اللحظات الأخيرة تم تقليص زمن الإجابة فأين العدل هنا عند لجان التصحيح؟. 2- لماذا لم تقم عمادة الدراسات العليا ووكالة كلية الآداب للدراسات العليا بتأجيل موعد الامتحان أو على الأقل عدم سحب الأوراق إجباريا في الساعة الخامسة حيث كان من المفروض سحبها الساعة السادسة بدل الساعة المنقوصة منهن في البداية. 3- أين الإنسانية والعقلانية لتمنع وضع أكثر من 400 طالبة تحت أشعة الشمس ساعة كاملة وكأنه تعذيب لهن بدل الترغيب والتهيئة النفسية اللازمة قبل دخول الامتحان. لقد كان العذر الوحيد لدى مسؤولي الدراسات العليا في الجامعة هو عدم وجود مبان لاستخدام قاعاتها وهذا كلام مردود عليه فلماذا لم يحددوا يوم الخميس مثلا الذي تكون فيه معظم القاعات خالية ولكن لا أحد يهتم. ويبقى السؤال الأخير يصول ويجول داخل أروقة مسؤولي الجامعة بشكل عام وكلية الآداب شطر الطالبات بشكل خاص وهو لماذا جميع الكليات بشطريها طلاب وطالبات امتحنوا امتحان الماجستير والدكتوراه ثلاث ساعات ماعدا كلية الآداب شطر الطالبات. هذه تساؤلاتي لمدير الجامعة لأني أرى أن هناك ظلما كبيرا وقع على الطالبات المتقدمات لبرنامج الماجستير في كلية الآداب وبالتالي ما بني على باطل فهو باطل فهل نرى في الأيام المقبلة تصحيح الخطأ وتعويض الطالبات عن حقوقهن في تقليص ساعة كاملة من الزمن المقرر لهن للإجابة أم سبق السيف العذل والضحية الطالبات فهن لا يكفيهن الاعتراف بالخطأ بل تصحيحه حتى لو دعا الأمر إلى إعادة الامتحان في ظروف تهيئة مناسبة أو إعادة تقييم الإجابات أو خفض نسبة المعايير المقررة لدرجة الامتحان وتحويلها على المعدل التراكمي، وإن كنت أرى أن أقل ما يمكن فعله لتصحيح الخطأ في حال عدم إعادة الاختبار هو إلغاء درجة الاختبار نهائيا من شروط المفاضلة والاكتفاء بدرجات المعدل التراكمي بحيث يعاد اختيار المقبولات حسب المعدلات الأعلى والمقابلات الشخصية في حال الضرورة لها وعدم النظر نهائيا إلى درجة الامتحان لأن ما بني على باطل فهو باطل. وإضافة إلى ماسبق من قول، أقول لمدير الجامعة: لماذا تعلنون عن اختبارات القبول للدراسات العليا وأنتم لا تمتلكون مباني وقاعات لاستقبال المتقدمين والمتقدمات؟ وهل يتحمل المتقدمون من كلا الجنسين مسؤولية عجز الجامعة المالية إن كان هناك عجز أصلا وعدم توافر مبان؟ فما رأي مدير جامعة الملك عبد العزيز فيما حدث بعيدا عن المكاتبات الروتينية التي أزهقت وقت وجهد المراجعين في هذه المشكلة من غير أن تجد حلا منه؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة