أعلى وزير التربية والتعليم العالي اللبناني الدكتور حسن منيمنة من شأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى لبنان بوصفها تاريخية، خاصة في هذا الوقت، وهي زيارة متعددة الأهداف والتوقيت والمضمون. حديث الوزير منيمنة أتى خلال لقاء خاص ب«عكاظ» بمناسبة زيارة الملك عبد الله إلى لبنان، حين قال إن الزيارة ستؤكد أولا على العلاقات الكبيرة والمتينة بين المملكة ولبنان. وثانيا، ستبرز الدور السعودي الخاص تجاه لبنان، والساعي دائما إلى استقرار أوضاعه. وإن هذا التوقيت للزيارة يأتي أيضا في ظل التوترات الأخيرة حول ما يحكى عن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية داخليا، والتوتر الحاصل في المنطقة، بدءا من الموضوع الإيراني الأمريكي، أو الأوروبي الإيراني، حول الملف النووي، وصولا إلى الحديث الذي يجري الآن حول موضوع السلام وآفاقه. كل هذه الموضوعات ستعطي أهمية كبيرة للزيارة. وحول توقعه لنتائج هذه الزيارة، اعتبر منيمنة أن مسعى الملك عبد الله بن عبد العزيز معلوم لجهة تهدئة الأمور وإرساء الاستقرار بين كل الدول العربية. وبالتالي، ستعطي الزيارة دفعا لإرساء حالة الاستقرار في البلد، لأن لبنان خصوصا والمنطقة عموما لم تعد تحتمل أي نوع من التوتر، وهناك توجه كبير أيضا في المنطقة لإرساء الاستقرار، وهذا يساعد خادم الحرمين الشريفين في تحقيق الأهداف التي يسعى إليها في ظل الوضع الذي قلته سابقا بين إيران من جهة والمجتمع الدولي من جهة أخرى، والوضع المتفجر في فلسطينالمحتلة وما تفعله إسرائيل بالقوة واستباحة الأرض والناس والحصار المستمر على غزة. وأضاف منيمنة «نتيجة كل هذه الأمور نتوقع أن تأتي هذه الزيارة بثمارها، ونحن نأمل ذلك وهذا ما هو متوقع منها من خلال تجاوب كل الأطراف». وعن تشكيل الزيارة لشبكة أمان عربية للبنان، رأى منيمنة أن «الزيارة يجب أن تكون كذلك وهذا هو المطلوب، لأن الموضوع لا يتوقف على مسعى وجهود الملك عبد الله ونواياه الطيبة وحسب، إنما على السلطة اللبنانية أن تهيئ شبكة أمان، ونحن نأمل من سورية أن تلعب هذا الدور أيضا، لأن أي تهديد للوضع الداخلي في لبنان، هو أيضا تهديد للاستقرار في المنطقة بدءا من سورية، وستكون كل هذه العناصر مجتمعة لتوفير مزيد من الاستقرار، وعدم توافرها يعني أن هناك موضوعا أكبر من موضوع المحكمة الدولية، وهو الموضوع الإقليمي الذي يحرك هذه الموضوعات في حال عدم توافر شبكة أمان عربية للبنان». وحيال دور المملكة في إرساء المصالحات العربية التي بدأها الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة الاقتصادية في الكويت، اعتبر الوزير منيمنة أن هذه الجولة العربية، وخصوصا الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى لبنان، وبعد انعقاد القمة الاقتصادية في الكويت التي أطلق فيها مبادرته الشهيرة حول المصالحة العربية، وبعد جهود المملكة لعودة العلاقات ودفعها نحو الأمام بين لبنان وسورية، تأتي هذه الزيارة تتويجا لهذه المساعي التي تعمل على تطوير هذا الجهد وتطوير العلاقات اللبنانية السورية، وبالتالي فإن دمشق معنية في الوقت نفسه بتوفير شروط نجاح الزيارة وتوفير الاستقرار الداخلي في لبنان.