أحال الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير داخلية مملكة البحرين أمس، رجال أمن بحرينيين إلى المحكمة العسكرية على خلفية اعتدائهم على سعودي في المنامة وإلحاق أضرار جسدية به قبل نحو شهرين. وأكد الفريق الركن آل خليفة في بيان صادر أمس، أن «ما حدث أمر غير مقبول تحت أي مبررات ويخالف القانون». من جهته، أكد ل «عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الدكتور عبد المحسن المارك، أن السفارة حين تبلغت بالواقعة التي حدثت لمواطن سعودي في البحرين، سارعت إلى معرفة حقيقته وكلفت محاميا للتحقق من الواقعة. وأوضح السفير المارك أن الاتصالات التي جرت بين وزارة الخارجية البحرينية والسفارة السعودية أمس، تمحورت حول الواقعة. مثمنا تجاوب المنامة سريعا في التوصل إلى المتسبب. وأكد السفير السعودي لدى البحرين اعتبار الواقعة ضمن «تصرفات فردية قد تحدث نتيجة توافد 30 ألف مواطن يوميا إلى البحرين». وأبان السفير المارك أن القطاعات الحكومية في مملكة البحرين والمعنية بمثل هذه القضايا، أبدت تعاونا سريعا ورفضت أي تجاوزات قد تحدث، مثمنا في الوقت نفسه عمق العلاقات الأخوية والمتينة بين البلدين الشقيقين. ويأتي التحرك البحريني بعد تداول وعلى نحو واسع مقطع صور بهاتف محمول التقطه حقوقي بحريني يظهر فيه رجال أمن يوسعون سعوديا ضربا وهو ملقى على الأرض ومكبل اليدين. وتأتي مجريات الحادثة طبقا لما تم تداوله في هذا الخصوص، عندما حاول شاب سعودي تجاوز سيارة ضابط كان يقود سيارته في طريق عودته من البحرين، ويتحدث أثناءها بهاتفه الجوال، ولم يمنح الفرصة للشاب السعودي بالتجاوز بسبب انشغاله بالمكالمة، وعند انتهائه منها منح الضابط السيارات التي اصطفت خلفه الفرصة للتجاوز، وكان معظمها يحمل اللوحات البحرينية باستثناء سيارة الشاب الذي اعترض على تصرف الضابط بإطلاق منبه سيارته، فاتصل رجل الأمن على بوابات دخول الجسر طالبا احتجاز الشاب وسيارته ونقله إلى مركز الفحص في مقر وزارة الداخلية البحرينية تحت ذريعة تناوله المسكر، ليصل الأمر حينها إلى حالة نقاش ما جعل أفراد مرور البحرين وبعض رجال الشرطة المتواجدين يعتدون على الشاب بالضرب فتعالى صراخه مستغيثا، ما لفت نظر أحد الحقوقيين الذي تصادف مروره بالقرب من موقع الاعتداء داخل مقر وزارة الداخلية، فالتقط بهاتفه المحمول الحادثة، وتوجه لاحقا مندوب من السفارة السعودية لتوقيف مرور البحرين للتأكد من أن الذي ظهر في المقطع مواطن سعودي الجنسية، حيث عثر المندوب على الشاب وملابسه ملطخة بالدماء، وتبين أن الاعتداء عليه استمر حتى داخل التوقيف ليتم استدعاء الإسعاف ونقله إلى مستشفى خاص للعلاج. وفي المستشفى، أكد التقرير الطبي المبدئي تعرض الشاب إلى ضرب مبرح نتج عنه كسور فى ذراعه اليسرى وضلعين في جانبه الأيسر وشج في الجبهة.