أنا بيضاء البشرة تقدم لخطبتي شاب مهذب وخلوق وهو يريدني وقد رأيته الرؤية الشرعية، ولكن المشكلة أنه ووالدته بشرتهم سمراء، وبقية أفراد أسرته بشرتهم سمراء، وأنا أخشى أقاربي وكذلك الناس وما الذي سيقولونه عني لو أنني تزوجته، حاولت كثيرا الوصول إلى حل يريح قلبي لكني تعبت من كثرة التفكير وبت أشعر بحرج شديد من أهله وهم يتصلون في كل وقت يسألون عن الجواب. رانية, ن,ع الرياض يا بنيتي دعينا نفكر بالاحتمالات الأخرى غير زواجك منه، فلو تزوجت بشاب أبيض وجميل ومنصبه رائع ودخله عالٍ ومستواه التعليمي ممتاز، بمعنى لو تزوجت من شاب به كل المواصفات التي ترضي الناس وترضيك وترضي أهلك، ثم أساء معاملتك هل يمكن أن تشفع كل الصفات المذكورة له عندك؟ وإذا أرضى أهلك وأرضى الناس ولكنه لم يرضك ولم يريحك هل ستكونين عندها سعيدة لأن الناس سعداء بما يرون من صفات فيه؟ أعتقد أنك لن تكوني سعيدة ولن تكوني مرتاحة وستقولين عندها ما فائدة أن يرضي أهلي ويرضي الناس ولا يرضيني، هذه هي النقطة الجوهرية الأولى، والنقطة الجوهرية الثانية أن هذا التفكير مناف أساسا لكل قواعد العقل والمنطق، ومناف لما هو أهم من ذلك ألا وهو قواعد الشرع والدين، فالنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام كان لبلال وهو العبد الحبشي قيمة أكبر بكثير جدا وبما لا يوصف من قيمة أي شخص آخر حتى من أقاربه من غير المسلمين في ذلك الوقت، وبقيت هذه القيمة حتى اللحظة الأخيرة، وما كان يوصينا به ولا يزال يتمحور حول الصفات الأخلاقية وليس حول الصفات الشكلية، بدليل أنه قال: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم التقوى ههنا التقوى ههنا وكان يشير في كل مرة إلى قلبه، وما عليك التفكير به مليا أن أولادك من هذا الشاب أيا كان شكلهم ولون بشرتهم سيتمكنون من تحقيق ذواتهم إن هم وجدوا أما تقبلهم، أما إن وجدوا أما تشعر بالخزي من أشكالهم فسيتعبون وسيرفضون أشكالهم نتيجة لرفضك أنت، تذكري يا ابنتي أنك بحاجة لإعادة النظر في الخصائص التي تريدينها في زوجك، كما أنك بحاجة لوضع آراء الناس في موضعها الصحيح، وانتبهي لترك خيوط شخصيتك بيد غيرك، لأن من يسلم خيوطه لغيره يندم كثيرا وليس له الحق إن لعب هذا الآخر بهذه الخيوط وتحكم بها، وتذكري أن كل الناس مهما بلغت محبتهم لك سينام كل منهم على المخدة التي تريحه حين تكونين في حالة أرق وعدم نوم، احرصي على فعل ما يرضي الله وليس ما يرضي الناس بخاصة إن تعارض ما يرضي الله مع ما يرضي الناس، وتذكري أن الرجل بصفة عامة لا يعيبه شكله ولا لونه، ونحن أتباع دين حرص نبيه عليه الصلاة والسلام على إلغاء هذا التمييز المبني على اللون من عقولنا وتفكيرنا فحذاري من تكريسه في نفسك أو الإصغاء لمثل هذه الأصوات وحين ترفضين الرجل فارفضيه لصفاته الأخلاقية والنفسية السلبية إن وجدت وليس بسبب لونه.