تجاوز ال 90 عاما، فلم يعد قادرا على ركوب الأمواج والصيد، وفضل أن يكون سوق السمك «البنقلة» بديلا ليكون قريبا من البحر، عله يظفر يوما بعروس البحر تؤنس وحدته. في سوق الأسماك في مدينة أملج يلتف المتسوقون حول متجر محمد عودة المرواني لابتياع بضاعته، فقد ألفوه صيادا ثم بائعا منذ 40 عاما مضت، حتى القطط التي تأكل الفضلات تبحث عنه يوميا وتشعر بفقده إذا غاب أو تأخر. ينافس «أبو عويد» زملاءه البائعين في اجتذاب الزبائن، بالنظر إلى روحه المرحة والتعليقات الساخرة لكل من يفاصله في السعر، ويبقى حزمه في التمسك بسعر بضاعته هو الحكم النهائي. في آخر المساء يلملم أبو عويد أمتعته متجها صوب منزله وعينه على البحر حالما أن تفاجئه عروس بحر بكامل خياشيمها وزعانفها.