«الحاضنات» مشروع وطني، يشارك فيه العديد من الجهات بهدف توطين التقنية وإرساء البنية التحتية لاستراتيجية الصناعة في المملكة على أساس الربط الإيجابي بين المؤسسات البحثية والقطاع الصناعي، ويسهم في احتضان الأفكار العلمية وبلورتها في قالب تقني ذي جدوى اقتصادية. ويطلق مصطلح «حاضنات التقنية» على كل منشأة تحتضن شركات التقنية الصغيرة وتؤمن لها كافة التجهيزات، من مكاتب ومعامل وتوفر لها الدعم الإداري والمالي والتقني، وتهيئ لها بيئة النمو والنجاح خلال مدة زمنية محددة. إن حاضنات الأعمال هي منظومة متكاملة، تعتبر كل مشروع صغير وكأنه وليد يحتاج إلى الرعاية والاهتمام الشامل، ولذلك يحتاج إلى حضانة تضمه منذ مولده لتحميه من المخاطر التي تحيط به، وتمده بطاقة الاستمرارية، وتدفع به تدريجيا بعد ذلك قويا قادرا على النماء ومؤهلا للمستقبل ومزودا بفعاليات وآليات النجاح. جاءت فكرة الحاضنات مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال فيها، ممن يحتاجون فور ولادتهم إلى دعم ومساندة أجهزة متخصصة تساعدهم على تخطي صعوبات الظروف المحيطة بهم، والتي يحتاجون فيها إلى رعاية خاصة، ثم يغادر الوليد الحاضنة بعد أن يمنحه أخصائيو الرعاية الطبية شهادة تؤكد صلابته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية، وسط الآخرين. وهي نفس الفكرة التي أخذت بها الدول المختلفة، حيث أكد خبراء الاقتصاد أهمية إنشاء مثل هذه الحاضنات الخاصة بحماية المشاريع التي تكون في بدايتها في حاجة إلى دعم خاص ومساندة وحماية تمكنها فيما بعد من الانتقال إلى أسواق العمل الخارجية. لذا فإنه يتطلب على الجهات ذات الاختصاص مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمعاهد والجهات المتخصصة في البحوث والدراسات أن تكثف الجهود لإقامة وتنظيم المؤتمرات العالمية المتخصصة في مجالات حاضنات الأعمال وترسيخ التعاون بينها وبين الجامعات السعودية لتحقيق الأهداف والتطلعات المرجوة.