جاء إنشاء برنامج "بادر" لحاضنات التقنية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتفعيل المتاجرة التقنية في السوق السعودي، وذلك انطلاقاً من سعي المملكة، من خلال خططها الإستراتيجية، إلى تقليل الاعتماد على العائدات النفطية وتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة, تتوفر فيه جميع المحفزات الداعمة لتنمية حس الابتكار والتطوير المستمر. وتعتبر حاضنة "تقنية المعلومات والاتصالات" هي أول حاضنة يتم تأسيسها ضمن البرنامج. وتعني "المتاجرة التقنية" الاستفادة من التقنية تجارياً, بحيث يتم نقل المنتجات والخدمات التقنية من أماكن تطويرها إلى السوق التجاري. ولقد أثبت نتائج تبني المتاجرة التقنية عالمياً أنها أداة فعالة لتطوير الاقتصاديات الوطنية وتنويع مداخيلها. وجاء تبني برنامج بادر لحاضنات التقنية لهذا النوع من المتاجرة بهدف خلق فرص كبيرة لنمو الاقتصاد الوطني. من جهة أخرى تقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حالياً بإنشاء عدد من الحاضنات التقنية في مقرها الرئيس, وفي عدد من الجامعات السعودية، وذلك وفقاً لخطة وطنية طموحة تدعمها المدينة مالياً وفنياً وتقنياً لنقل التقنية من المعامل والمختبرات إلى السوق السعودي ومن ثم العالمي. وبذلك ستتركز الميزة التنافسية للمملكة مستقبلاً في حس الإبداع والابتكار لدى مواطنيها والقدرة على تفعيل مصادر المعرفة وتطوير تطبيقات علمية وتقنية يمكن استثمارها تجاريا بالمشاركة مع القطاعات الأهلية والحكومية ذات العلاقة. الحاضنات يقصد بالحاضنات "مؤسسات أو منظمات" تدعم المنشآت التجارية الصغيرة والمبتدئة خلال المراحل الأولى من نموها (عندما تكون معرضة لمخاطر الفشل) وتساعدها على الاستمرار والنمو والازدهار. وقد تم تأسيس أول حاضنة للأعمال التجارية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1959م ثم توالي تأسيس الحاضنات في الولاياتالمتحدة والعالم حتى بلغت حالياً ما يربو على 4000 حاضنة في جميع أنحاء العالم هدفها تقديم المساعدة لمنشآت تجارية لإنتاج منتجات وخدمات متنوعة وتوفير عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية. وتعتبر حاضنات التقنية تطوراً للحاضنات التجارية التقليدية, غير أنها تختص بالمساعدة في نقل الأفكار التي تعتمد على الأبحاث التقنية تحديدا وتحويلها إلى منتجات و خدمات تجارية, وذلك من خلال تهيئة بيئة متكاملة للبحث والتطوير إضافة إلى تقديم خدمات أخرى مماثلة لتلك التي تقدمها الحاضنات التجارية. وتستهدف حاضنات تقنية المعلومات والاتصالات قطاع تقنية المعلومات والاتصالات تحديداً. وتكتسب هذه الحاضنات أهمية خاصة نظراً لأن تقنية المعلومات والاتصالات تعتبر محفزاً لعدد من المجالات والأنشطة التجارية المختلفة, وتعد حاضنات تقنية المعلومات والاتصالات القطاع الأكثر نمواً ضمن الحاضنات التقنية عالميا. تقنية " بادر" تم تأسيس بادر لتقنية المعلومات والاتصالات وفق أساليب وإجراءات وسياسات الحاضنات الناجحة في العالم. فقد قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية باستقطاب أفضل المؤسسات الدولية لإدارة الحاضنة وتقديم الخدمات الاستشارية المتعلقة بتنفيذ خدماتها. حيث طرحت المدينة منافسة دولية بهذا الخصوص ووقع الاختيار على شركة مشاريع "كريدا" الأسترالية. ترتبط بادر إدارياً بسمو نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد الأبحاث, كما يرأس لجنة الحاضنة الإشرافية التي تشرف على أعمال بادر لتقنية المعلومات والاتصالات, ووضع سياساتها. تستهدف حاضنة بادر الأفراد والمنشآت التجارية الذين لديهم مشاريع ذات أفكار إبداعية سواء لخدمات أو منتجات, أو نماذج عمل, أو مخترعات ضمن نطاق قطاعات فرعية أربعة هي (أجهزة الحاسبات والاتصالات، البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، الخدمات المعتمدة على تقنية المعلومات والاتصالات، البرمجيات والحلول). وتقيم أولوية المشاريع بناء على مجموعة من المعايير وفقاً لمنهج عالمي أثبت نجاحه في عدد دول العالم بحيث يتم اختيار المشاريع الأكثر تأثيراً على الاقتصاد المعرفي، ويضم ملخص معايير التقييم (خطة عمل جيدة ، إمكانية النمو السريع وخلق وظائف ، الجدوى التقنية ودرجة الإبداع ، مؤهلات وخبرة المنشآت التجارية وفريق الإدارة ، الرغبة في العمل بنصائح موظفي ومشرفي ومرشدي الحاضنة). وتساهم في تقديم خدمات بادر من المؤسسات والهيئات المتخصصة في مجالات ذات علاقة بالقطاعات المستهدفة في الحاضنة من خلال مكاتب ثابتة ودائمة في الحاضنة وهي (الغرفة التجارية بالرياض ، جمعية هندسة الاتصالات، جمعية الحاسبات السعودية. جمعية المخترعين السعوديين ، هيئة المهندسين السعوديين ، صندوق الموارد البشرية ( هدف ) ، كلية اليمامة). ريادية الأعمال تقدم بادر لتقنية المعلومات والاتصالات خدمات فيما يتعلق بريادة الأعمال تشمل, تنمية مهارات مناسبة للأفراد, وتقديم المعلومات التي يحتاجها رواد الأعمال لتطوير وتنمية مشاريعهم. كما يتم تنفيذ أوجه نشاط مختلفة مثل انعقاد ورش العمل في مقر الحاضنة وفي مختلف أرجاء المملكة, تتعلق برفع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية ريادية الأعمال وبأهداف حاضنات التقنية بالمشاركة مع مؤسسات حكومية وعامة متخصصة. ومن خدمات بادر المتعددة تقديم المساعدة والنصح في كتابة خطط العمل نظراً لأنها تحدد العمليات والمهام والموارد المطلوبة لتطوير الفكرة لتصبح منتجات وخدمات تجارية ناجحة. وتعمل بادر لتقنية المعلومات والاتصالات على التنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالمتاجرة التقنية من مخترعين ومبتكرين ورجال الأعمال المهتمين للمشاركة في عمليات التطوير، مثل تقييم المشاريع والابتكارات ودراسة السوق وتقبل المستهلكين للخدمات والمنتجات. وبعد الانضمام للحاضنة تقوم بتطوير أسلوب أداء الأعمال والمساعدة في تحويل الابتكارات والاختراعات والأفكار إلى منتجات وخدمات تجارية. وتشمل خدماتها في فترة الاحتضان للمستفيدين "المقيمين في مقر بادر لتقنية المعلومات والاتصالات أو من خارج المقر" من هذه الخدمات تطوير الأعمال التجارية والإدارية فالقدرات الإبداعية والأفكار الجيدة لدى كثير من المنشآت التجارية والأفراد تحتاج إلى قدرات الإدارة والتخطيط والتسويق وهي ضرورية للعمل التجاري الناجح في سوق تنافسي, بالإضافة إلى الخدمات المحاسبية والقانونية والتسويقية لتلبية احتياجاتهم التجارية. وكذلك مساعدتهم في التمويل وتسهيل الوصول إلى مصادر الدعم حيث يعمل فريق العمل في بادر بمساعدة المنشآت التجارية المستفيدة في الحصول على تمويل مالي مناسب يعتمد على خطة عمل دقيقة يتم وضعها بمساعدة الخبراء في الحاضنة. وتقدم بادر برنامجين للمساعدة في التمويل وتسهيل الوصول إلى مصادر الدعم منح قرض بالتعاون مع بنك التسليف والادخار السعودي, حيث يقدم البنك قروضاً للمنشآت المحتضنة حسب احتياجاتها وفقاً لطبيعتها وحجمها, وخطة العمل النهائية المعتمدة من الحاضنة، والبرنامج الثاني هو التمويل بالمشاركة في رأس المال من خلال صندوق المال الجريء الذي أسسته شركة الاتصالات السعودية خصيصاً لدعم نشاطات بادر لتقنية المعلومات والاتصالات. ومن خدماتها الأخرى بناء العلاقات التجارية وتطوير شبكة علاقات تجارية مع المنشآت التجارية في السوق السعودي والعالمي بهدف دعم نمو أعمالهم التجارية وقدرتهم على تطويرها, حيث تقدم بادر لتقنية المعلومات والاتصالات والمختبرات فرصاً لإقامة العلاقات التجارية بين أعضاء الحاضنة والأطراف الخارجية المعنية، وكذلك توفير البنية التحتية حيث توفر مساحات مكتبية بالمقر الرئيس في مدينة الرياض, وذلك حسب احتياجات المنشأة المحتضنة بالإضافة إلى توفير خدمات بنية تحتية شاملة مثل الإنترنت والاتصالات وأمن المعلومات ووسائل أخرى مصممة لتقديم تساعد المنشأة المحتضنة في تنمية أعمالها. ثم توفير خدمات معدة حسب الحاجة, علماً بأن تقديم الخدمات المعدة حسب الحاجة سوف يكون بصفة مستمرة أثناء فترة الاحتضان. وكذلك توفير عدد من الخدمات المشتركة من خلال ورش العمل والدورات القصيرة في عدة مجالات مثل: ( التخطيط ، التسويق وأبحاث السوق ، تنمية الموارد البشرية. إدارة العمليات. إدارة المشاريع. إدارة التقنيات. الحسابات المالية. ميزانية رأس المال. توفير رأس المال. التخطيط المالي وإدارة المخاطر. مهارات الاتصال. تطوير خطة عمل ناجحة. حماية حقوق الملكية الفكرية). أول مشروع نسائي انضم مؤخراً لبرنامج حاضنة بادر أول مشروع نسائي يتم احتضانه من قبل الحاضنة ، وهو مشروع ( المدرسة الالكترونية التعليمية الأولى) ، وهو عبارة عن موقع متخصص عبر الانترنت في منح دروس تقوية عن بعد للطالبات في المناهج التعليمية السعودية وحفظ القرآن، حيث يخدم الطالبات اللاتي يحتجن إلى دروس تقوية ويجدن الحرج أو المشقة في الخروج من المنزل أو في استقبال المعلمة في بيوتهن، وبإشراف وإدارة كفاءات نسائية سعودية معنية بالإشراف على اختيار المعلمات بدقة وعناية لتتوافق مع حاجات ورغبات الطالبات المشتركات في الموقع. يذكر أن حاضنة بادر قدمت نشاطات فعالة ومتنوعة منذ نشأتها تضمنت دورات وورش عمل ومساهمات منها المشاركة في مؤتمرات دولية ومحلية، كذلك 25 دورة وورشة عمل أقامتها بادر في مجالات عدة مثل تسويق الابتكارات وتقييم الأفكار, حضرها 436 شخصا، و300 جلسة تطوير عمل قام بها موظفو بادر، كما تم احتضان 22 فردا (مشروع) في مجال تقنية المعلومات والاتصالات كان حجم الاستثمار في هذه المشاريع حوالي 44 مليون ريال، وكذلك أقامت بادر المؤتمر الدولي الأول للحاضنات في شهر مارس 2009 بمشاركة خبراء ومختصين دوليين, وبحضور أكثر من 300 مشارك، كما شاركت في عدة معارض (جايتكس , أسبوع العلوم والتقنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , اختراعاتنا في جامعة الملك سعود , ملتقى سيدات الأعمال الرابع, اليوم التثقيفي لحاضنات الأعمال, برنامج ريادة الأعمال, المشاركة في يوم حماية الملكية الفكرية)، وقامت برعاية حملة "كن مخترعاً" والتي جابت عدة مدن, و44 مدرسة جامعة في المملكة ومشاركة أكثر من 18000 طالب، وأيضاً قامت بتأسيس شبكة الحاضنات الوطنية.