يقول عبد السلام اليمني، نائب رئيس شركة الكهرباء في رده على مقال كتبته هنا سابقا، إن شركته أصدرت العديد من البيانات الصحافية لعموم المواطنين شرحت فيها بكل شفافية حجم التحديات التي تواجهها وحاجتها للمزيد من تدفق المال لتغطية المشاريع التي زاد عددها. يقول سعادة النائب إنهم يواجهون مشكلة تقادم وحدات التوليد وشبكات النقل و(عدم وجود) احتياطي في النقل. ومع الرسالة التي قطفت منها السطرين السابقين، أرفق لي سعادته جدولا بالأرقام يشرح (إنجازات) الشركة خلال العشر السنوات الماضية وحتى مطلع الشهر الماضي. وليت سعادته اكتفى وهو يبعث برده إليكترونيا بإحدى الورقتين: إما خطاب الرد أو صفحة الإنجازات، لأنه لا يصلح أبدا أبدا أن تجتمعا إلى بعض وهما النقيض والضد. وحتى تعرفوا أين يكمن التناقض تأملوا كيف تتحدث الشركة عن قائمة إنجازات طويلة ثم تبرر للانقطاعات المتوالية بأنها نتيجة لعجز مالي وأعطال فنية وتهالك وحدات التوليد وتآكل شبكات النقل! فعن أي إنجازات تتحدث الشركة طالما أن (الأساس) يتهالك؟. ليس هذا فحسب، ففي غير مرة حاول مسؤولو الشركة أن يلقوا بأسباب قصورها على اتساع مساحة البلاد، وكأن الجغرافيا صارت تتمدد صباح كل يوم وكأنها ليست هي الرقم المربع الذي نعرفه نحن والكهرباء منذ أكثر من سبعين عاما. يحاول المسؤولون بها، بالتلميح والتصريح، أن يلقوا باللوم على 11800 مدينة وقرية وهجرة وكأنها ورطتهم الكبرى. يصرحون بأن النمو المتزايد والطلب المرتفع هو سبب ذلك القصور المخجل وكأن الشركة تجهل قوانين نمو المجتمعات ولا تعرف أن البيت الواحد يلد اثنين بعد عشر سنوات، وهي سنة الدول: فهل صارت الإدارة تعلق فشلها بالجغرافيا؟. السؤال هنا: هل تملك الشركة فعليا مخططا استراتيجيا يعالج الأخطاء المتكررة ويمنح المواطن الثقة فيه؟، أم أنها ترقع الشق بشق آخر؟، الواقع يقول إنها تسارع إلى (الإنجازات الرقمية) وفقاعات المشاريع، ولكنها بالتناقض تفشل في تطوير نفسها، وحديثها المتكرر عن عجزها في تطوير وحدات التوليد وشبكات النقل هو أصدق برهان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة