أين حلول مشاكل الكفالة؟ كانت أم أحمد تحتسي القهوة مع صاحباتها عندما دخلت سامية وعيناها حمراوان فقالت أم أحمد: أم أحمد: خير إن شاء الله؟ جلست سامية وأجهشت في البكاء ثم مسحت دموعها وقالت: سامية: لقد جاءت الشرطة وأخذت زوجي من المنزل أمام أولاده. خديجة: لماذا؟ ماذا فعل؟ سامية: الذي فعله هو عمل خير ، وهذا جزاء من يعمل خيراً في هذه الأيام. خديجة: هل هذه أحجية؟ سامية: لا... بل إنها الحقيقة.. لقد قام زوجي بكفالة صديقه في شراء سيارة لأنه كان محتاجا إلى مبلغ من المال، وقد توفى هذا الصديق فتراكمت الأقساط وطبعا الكفيل هو الملزم بالسداد فلهذا وضعوا زوجي في السجن. كيف اتصرف وانا لا أعمل وأولادي أطفال؟ هل نمد أيدينا لطلب المعونة لأن زوجي كفل صديقه؟ أم أحمد: ألا تعلمي يا سامية أن الكفيل غارم فهو مسؤول عن الدفع إذا لم يتمكن المستفيد من السداد ، فعلى زوجك محاولة التفاهم مع عائلة المتوفي. سامية: لقد حاول زوجي المستحيل مع زوجته وأولاده ولكن ظروفهم المادية صعبة، فبعد أن تصرف هذا الزوج بالمبلغ وتوفى فعلى زوجي السداد.. أليس هذا ظلم؟ نهلة: أكيد هذا ظلم فكيف يستفيد شخص ويقع شخص آخر لا ناقة له ولا جمل ويسدد المبلغ ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). أماني: أنا أقول أن معارض السيارات هي التي فتحت هذا الطريق أمام الناس فقد وضعت لهم مصيدة بتشجيعهم على الشراء بالتقسط أكثر من سيارة وبيعها لهم بأقل من سعرها وقبض المبلغ بالكامل بالإضافة إلى العمولة وهنا يقع الكفيل الذي يريد أن يعمل خيراً مع صديقه أو أخوه أو أخته ويكون كبش الفدا. سميرة: هذه المسألة فككت وهزت العلاقات بين الناس فأصبحت المشاكل بين الأصدقاء والأهل وتفككت العلاقات الأسرية.. فلا الله ولا رسوله يقبلون بهذا لأن ديننا دين رحمة ومودة لا دين تفرقة. زهرة: لي صديقة تعمل مُدرِّسة في مدرسة حكومية وُضعت في السجن لأنها كفلت أخاها في شراء سيارة وطبعا الأخ خسر المبلغ في شراء الأسهم وهي الآن مجبرة على دفع ما أخذه أخوها ولقد سببت هذه المشكلة شرخ كبير في الأسرة ، وتفرقة بين الأخوة وانقطاع صلة الرحم. لميس: يجب أن يكون هناك رقيب على هذه العمليات لأنها تغري المحتاج وتوقعه في التهلكة وتوقع الكفيل أيضا، هذه الطريقة في رأي الشخصي أخطر من الربا لأنها بنظام جديد وطريقة جديدة ملونة. سعاد: لماذا لا تعمل الحكومة لجنة تكون مسؤولة عن الكفالات فمن يريد سحب كفالته فلتكون هناك جهة رسمية هي المسئولة عن إرغام المستفيد في الدفع وليس الكفيل، وهناك اقتراح آخر لماذا لا تكون الكفالة كفالة حضورية وليس تغريمية. خديجة: أنا أقول أنه يجب معاقبة معارض السيارات على هذا لأن هذا برأي الشخصي نصب واحتيال لأنه يوقع الناس المحتاجين في مصيدة لا يستطيعون الخروج منها، فأنا أشبهها كأنها رمال متحركة كلما حاول الشخص الخروج منها غاص بها أكثر. سميرة: أنا أعرف شخصا تعاقد مع شركة سيارات بأخذ سيارات بنصف مليون ريال بالتقسيط ومن ثم أخذ هو نصف المبلغ كاش والباقي توزع على المستفيدين وهو يسدد منذ أربع سنوات أليس هذا خراب بيوت؟ سامية: ماذا أفعل أنا وكيف أدبر المبلغ الذي يطلبونه مني هل استدين حتى اسد؟ كيف أعيش أنا وأولادي وزوجي هو المعيل لنا؟ أعطوني حلا . أم أحمد: إن هذه المشكلة كبيرة جدا ولا أحد يقدر أن يعطي حلا لها فلهذا نطالب المسؤولين بالنظر في هذه المظلمة التي تضرر منها كثير من الناس مها وادي البايض - جدة ---- اغتيال الطفولة عند الإشارات الضوئية عُني المربون المسلمون في الطفولة عناية بالغة، وسنوا قوانين ومبادئ لرعاية الطفولة، فهذا الغزالي ينادى بالرفق والشفقة بالأطفال، وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، فلهم السبق في رسم الخطوط العريضة لحقوق الطفولة، كما نجد أن اتفاقية حقوق الطفولة والتي عقدة عام 1989م نصت على أنه يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال، ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد.، كما يحظر في جميع الأحوال حمله علي العمل، أو تركه يعمل في أية مهنة، أو صنعة تؤذي صحته، أو تعليمه، أو تعرقل نموه الجسمي، أو العقلي، أو الخلقي، ولكن هذا الكلام لا يعني شيء لأولياء الأمور الذين ألقوا في فلذات أكبادهم على مفترق الطرق، وأمام الإشارات الضوئية -إشارات المرور- من أجل ماذا؟! من أجل تسويق بضاعة مزجاة قد تكون قوارير ماء، أو علب مناديل، أو نحو ذلك. متناسين إما جهلا أو تجاهلا ما يتعرض له هذا الطفل من مخاطر جسيمة كالدهس، أو حرارة الشمس الحارقة، أو عوادم السيارات الملوثة. لذا فإن كل من يشاهد هذه المناظر المؤسفة. ليدور في فكره عدة تساؤلات: هل سيطر حب المال على مبدأ الأبوة حتى أصبح جمع المال أهم من حياة هذا الطفل؟! أين الجهات المختصة لحماية هؤلاء الأطفال من هذه المخاطر؟ أليس في هذا الأسلوب الذي يسلكه هؤلاء الأطفال تعويد لهم على أساليب التسول والاستجداء في سن مبكرة؟! لا يملك من سطر المقال لهذه التساؤلات جوابا. ولكن كان لزاما على من ضحى في ابنه مقابل ثمن علبة منديل أن يجيب على تلك التساؤلات!!. محمد حمدي السناني - المدينة المنورة