قلت مراراً، ولازلت أكرر إن ما قدمه الوجيه الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجة من خدمات للساحة الأدبية عبر «الاثنينية» والإصدارات التي اشتملت على معطياتها بالإضافة إلى «كتاب الاثنينية» الذي يضم نتاج الرواد وكبار الأدباء والشعراء وقد بلغت مجموعاته 45 إصداراً، يفوق من حيث الموضوعية والعدد بكل تأكيد ما صدر عن جميع الأندية الأدبية الثقافية في كافة مدن المملكة. آخر ما تسلمت، الجزء السادس والعشرون لاحتفالات الاثنينية التي تمت خلال عام 1430ه/2009م وقد جاء في جزءين اشتملت على 22 سهرة ثقافية إضافة إلى سبع سهرات اجتماعية «على ضفاف الاثنينية». وفي المقدمة يقول الأستاذ الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه: قطعاً لا نمسك ناصية الزمان، ولكن نحاول أن نتحاور معه وفق المتاح، وفي إيقاع هذا «الديالوج» تتقافز صور متنوعة متجاذبة أحقية البقاء أطول فترة في دائرة الضوء، بينما الواقع يفرض أن تظل كلها مكان إعزاز وتقدير وعناية، لأنها خيوط متحدة في شبكة تحمل علامات التواصل لما فيه الخير والمحبة والوئام، أو هامات «سرو» شامخة على مد البصر لترسم لوحة الظل والضوء. من وهج هذا التمازح مدت «الاثنينية» يد الشكر والتقدير لتحصد «جائزة مكة للتميز الثقافي» في دورتها الأولى، الجائزة التي أطلت من أعطاف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، شاهداً على موقع الثقافة، وغيرها من الفعاليات التي بدأت تحفر مكانها في صخر الواقع الاجتماعي بكثير من الثقة والتفاؤل بمستقبل أفضل. هكذا جاء موسم الاثنينية الذي نضعه اضمامة ورد بين يدي القارئ الكريم «الجزء السادس والعشرون 1430ه / 2008م – 2009م» من سلسلة أمسيات الاثنينية، فكانت اللقاءات متشحة بأنوار فجر تألق منتشياً بتوافد ضيوفها الأكارم، متدثراً دفء الثقافة والفكر والآداب والعلوم. استهلت «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» ممثلة في رئيسها معالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل اللقاءات المختلفة التي نسجت بردة هذا الموسم، فقدم معاليه عرضاً جميلاً عرف الأساتذة الحضور بالمدينة ومساهماتها المقدرة في الحراك العلمي الذي انتظم المملكة، وظهر من خلاله بعض القصور الإعلامي الذي يكتنف مسيرة هذا العمل الجليل. ثم توالت الفعاليات التي لن أطيل في سرد تفاصيلها – فهي بين أيديكم – غير أني أشير إلى إشراقات لا بد من إطلالة سريعة عليها، منها أمسية الأستاذ الدكتور سليم الحسني أستاذ كرسي الطاقة السريعة في جامعة مانشستر في بريطانيا، وصاحب كتاب «ألف اختراع واختراع» الذي صاغ أسبقية العرب والمسلمين في كثير من المخترعات التي أسهمت في تغيير وجه العالم، وكانت لها الريادة والسيادة بحق في عالم التقنية، أما وقد صرنا الآن في ذيل قائمة الدول الناهضة علمياً، فالسؤال المشروع يلقي بظلاله: لماذا هذا التخلف المريع بعد نهضة كانت سباقة وشق سناها أقطاب العالم؟! تميز هذا الموسم باستضافة سيدة من خارج الوطن، للمرة الأولى في مسيرة «الاثنينية» سعدنا بالأستاذة غريد الشيخ التي قدمت من بيروت خصيصاً لتلقي الضوء على خطواتها الإبداعية، ونشاطها في مجال التأليف والنشر والترجمة. ومن العلامات الفارقة الأمسية الماتعة التي قدمها سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل، الذي أرخ لحركة الاقتصاد الإسلامي وتناول العديد من القضايا التنموية والاقتصادية بما له من خبرات عميقة وبعد نظر، مشيراً إلى أنه لم يطلق اسماً إسلامياً على أنشطته المصرفية، والتمويلية، حتى إذا حدث خطأ لا ينسب إلى الإسلام، ثم تحدث باستفاضة عن «الزكاة» وضرب أمثلة شدت المتلقين وجعلتهم يتفاعلون مع الأمسية بشكل إيجابي كبير . أعود فأكرر التحية والتقدير للأديب الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجة على ما أثرى به الساحة الأدبية من لقاءات، وما قدمه للمكتبة العربية من إصدارات عز نظيرها من الإصدارات بمختلف مسمياتها. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة