معظم الآباء والأمهات لو خيروا بين أخذ أطفالهم إلى ملاهي الأطفال من عدمه لاختاروا عدم الذهاب بهم إلى تلك الملاهي، ليس بخلا عليهم ولكن لخوفهم من إمكانية حصول مكروه لأطفالهم خلال لهوهم البريء، لاسيما وهم يرون أمامهم ألعابا مكونة من حديد وتيار كهربائي يحركها بقوة فيما يكون مستوى الصيانة لتلك الألعاب أدنى من المطلوب. وكم من حوادث وقعت خلال لهو الأطفال ببعض تلك الألعاب فأصيبوا فيها إصابات خفيفة أو بالغة، وربما وصل الأمر إلى حد الموت إما نتيجة ارتطام رأس أو جسد الطفل بأجسام صلبة أو سقوطه من أعلى أثناء دوران اللعبة وارتفاعها أمتارا عن سطح الأرض، أو بسبب تعرض الطفل لصعق كهربائي لوجود أسلاك مكشوفة أو تماس في بعض الخطوط الكهربائية المحركة للعبة المكونة من مواد موصلة للتيار الكهربائي. ولكن مع وجود هذه المخاطر الجسمية المتوقع حصولها في أية لحظة، فإن الأسر لاتصمد أمام رغبات الأطفال الأبرياء في ممارسة اللهو واللعب.. وذلك حقهم في الحياة وهو أن ينعموا بطفولتهم ويمارسوا اللهو البريء قبل أن يكبروا ويتحملوا تكاليف الحياة ومشقتها، ولكن لكي نجمع بين الحسنين فلا نمنع الأطفال من اللهو في ملاعبهم ولا نعرضهم في الوقت نفسه لمخاطر محتملة أثناء لعبهم ولهوهم فإن المطلوب أن تتحمل كل جهة مختصة مسؤولياتها كاملة نحو أولادنا أكبادنا التي تمشي على الأرض، فلابد من وضع مواصفات عالية للألعاب الموجودة في ملاهي الأطفال من حيث الجودة وقوة التحمل ووسائل السلامة والتمديدات الكهربائية ودرجة الأمان القصوى لمستخدمها، وأن يكون لكل مرحلة عمرية ما يناسبها من ألعاب مع عدم التهاون في هذه المسألة كليا !. وينبغي أن تكون لجنة ميدانية دائمة من جهات الاختصاص مهمتها زيارة ملاهي الأطفال الموجودة في مدن الألعاب والأسواق الكبرى وأي مكان مخصص للهو الأطفال للتأكد من سلامة ومأمونية جميع الألعاب وخطوطها وتماسك أجزائها وقدرتها على تحمل أوزان ركابها حسب العدد الأقصى المحدد لها، وأن يكون لكل لعبة عمر زمني افتراضي تخرج بعده من الخدمة أو توقف فتصان صيانة شاملة من الألف إلى الياء، وعدم التهاون مع من لايلتزم بضوابط وشروط السلامة كائنا من كان، وعدم الاكتفاء بإلزامه بالدية أو أرش الجراح، بل ينبغي مضاعفة الدية والأرش عليه وسجنه وإغلاق ملاهيه، حتى يكون فيه عبرة لغيره من الذين تجعلهم «الشلمة» مستعدين لأي شيء مقابل حصولهم على إيرادات الملاهي دون أن يكلفوا أنفسهم مهمة تفقدها دوريا ورفع درجة الأمان والسلامة لها.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة