تخيل أنك تمشي والأمل يمشي معك بالمعنى الحرفي لكلمة أمل .. وكأن الأمل رفيق درب ولو لعشرة أمتار .. يمشي معك يدا بيد .. هذه قصة لاتمشي معك على الأرض بل تلتصق بك .. تدغدغ أقدامك وتصعد رويدا رويدا إلى أن تصل إلى قلبك .. هذه قصة مبللة برائحة زهر الليمون والنرجس الأسمر .. تغسل رأسك من طنين يومك ومن عبث ألا معنى .. لن أطيل.. إليكم القصة أترجمها لكم من الإنترنت وطوبى لمن كانت له رؤية فيبصر .. تقول القصة: إن رجلا فضوليا كان يتوجه إلى عمله كل يوم في حافلة .. تستغرق رحلته ساعة من الزمن تجلس إلى جواره امرأة مسنة جميلة كقلب نهار.. فاتحة البشرة .. الشيب يزحف ببطء على رأسها .. لاحظ الرجل أن السيدة تقوم بإدخال يدها في كيس تحمله وتقذف شيئا ما من النافذة.. همهم بتعليق ظريف ثم عاد إلى صمته كما لو أن أحدا سكب عليه صمغا سحريا .. بعد عدة أيام لم يتحمل الرجل الفضولي ذلك وبادر بسؤال المرأة المسنة عن الشيء الذي تقذفه كل يوم.. أجابته وضحكة صافية على ثغرها ..إنني أقوم بقذف حبوب الزهور والورد.. لأنني عندما أنظر من نافذة الحافلة لا أرى أمامي سوى طريق قاحل ليس فيه شيء من الجمال .. ما دمنا قد جئنا للحياة فعلينا أن نكون أجمل ما فيها .. قال لها وهو يبتسم في سره: ومايضمن لك أن البذور ستصيب في المكان المناسب وتغوص داخل التربة .. قالت المرأة: البعض منها سيصيب بإذن الله وسيستقر داخل التربة وعندما تمطر السماء ستسقي هذه البذور.. تجاهلها الرجل كما يفعل المرء مع طفل شقي أراد التمرغ في الطين .. واستمرت الحياة تجري كالعادة ..أختفى الرجل بعد فترة وظلت العجوز كالنافورة ترشرش الحبوب من كفها المبسوط تستخدم كل مساحته تملأ وتفرغ البذور من الكيس.. في صباح كان بلون ماتشتهيه الحياة استقل الرجل نفس الحافلة.. فتش عن المرأة المسنة فلم يجدها .. جلس في نفس مكانها وأخذ ينظر من النافذة كان ينظر ولايصدق عينيه .. لابد أنه حلم قال في نفسه كانت براعم الزهور تفترش الأرض كأنها سجادة تختلط فيها الألوان البديعة وكانت الطيور تتعالى في جوقة منغمة كانت الفراشات تنتقل من زهرة يانعة إلى أخرى وكأنها تبحث عن سر الوجود .. كانت طفلة خلفه تحدث أباها قائلة أنظر يا أبي .. إلى أزهار الأقحوان الصفراء تشعشع وتضيء بالذهب وتأخذ الطفلة نفسا عميقا عليلا يتسرب إلى رئتها يحمل معه عبق الزهور، بعد ذلك وصلت الحافلة حيث يقيم الرجل .. هب من مكانه وقبل مغادرته سأل السائق عن المرأة المسنة !! رفع السائق رأسه للحظات وسرح بعيدا كمن يفكر قال له: لقد خضعت لإغفاءة عميقة .. استقالت من الحياة .. رحلت وتركت كل هذه الأقمار على النوافذ والزهور التي تقابل الورود ولم ترها ..أحس الرجل بضيق وإنزعاج كبيرين .. بكى في اللاوعي فقد فاجأه رحيلها .. كان يحدث نفسه وهو في الطريق إلى منزله .. الورود تفتحت ولكن ماذا جنت المسكينة من هذا العمل، ماتت ولم تتمتع بالجمال..انسحبت ولم تستدر حتى بنظرة وداع لهذه الزهور، يبدو أن الحياة لا تكتمل إلا في الفقد !! في تلك اللحظة سمع الرجل سيدة تقول لزوجها وهما يجلسان على كرسي استراحة ..ألم تلاحظ أن الزهور جعلت الهواء نظيفا يخبط شرايننا كسجادة يتم تنظيفها من الغبار !! .. في تلك اللحظة فهم الرجل ما كانت تقوم به المرأة المسنة بالرغم من أنها لم تر جمال تلك الزهور التي بذرتها إلا أنها ماتت وتركت شيئا جميلا للآخرين .. في اليوم التالي جلس الرجل قرب النافذة في الحافلة.. مد يده في جيبه وأخذ حفنة من الحبوب وراح يلقي بها من النافذة كأحجار تلقى فوق قماش رقيق فتغوص داخله !! فلتفعل ما تحب أن تفعله في حياتك اليوم .. أفعله لأنك لا تعلم مايعد لك الغد .. لا تصرف حياتك في التطلع للوارء بل تأهب للغد بكل تفاؤل .. فالعالم ليس شيئا مكملا .. عليك واجب تكميله وتنظيمه وأنسنته .. عليك أن تضفي عليه روحا وتجعله أكثر جمالا مما هو عليه الآن !!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة