يبرز معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية»، الذي ينطلق الاثنين 12 يوليو الجاري في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، عمق وأهمية ما تحويه المملكة من آثار وحضارة عريقة. ويستمر المعرض شهرين، ويضم نحو 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، وعدد من متاحف المملكة المختلفة التي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة جدا بالعصور الحجرية، ثم بفترة العبيد (الألف السابع قبل الميلاد)، ففترة الممالك العربية المبكرة (الألف الخامس قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الثاني قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الأول قبل الميلاد) ففترة العهد النبوي، ثم فترة الدولة الأموية والعباسية، ومن ثم العصر العثماني، وأخيرا فترة توحيد المملكة وما تلاها من تطور مزدهر يتضح في كافة مجالات الحياة، خاصة في خدمتها للحرمين الشريفين. ويواكب المعرض معرض لصور الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجزيرة العربية، وذلك بالتنسيق بين دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار، وعروض للفنون الشعبية عبر مشاركة وزارة الثقافة والإعلام التي ستسهم أيضا في التغطية الإعلامية للمعرض. وتقدم على هامش المعرض محاضرات علمية عن آثار المملكة، يلقيها مختصون من الجانب السعودي والفرنسي. كما تعرض أفلام وصور ويوزع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز أهم المواقع الأثرية في المملكة. ورأى مدير عام متحف اللوفر هنري لواريت أن معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية» يعتبر مناسبة مهمة للتعريف بآثار المملكة وعمقها الحضاري والتاريخي. وأوضح لواريت أن اهتمام متحف اللوفر في باريس بالمعرض الذي دعا إليه وتحمل تكاليف إقامته، يأتي إدراكا منه بأهمية إطلاع العالم على ما تمتلكه المملكة من آثار عظيمة، وذات قيمة تاريخية كبيرة. وأبدى لواريت إعجابه بما تحويه المملكة من كنوز تاريخية، قائلا: هذه البلاد تحوي تراثا وآثارا وثقافات عظيمة، تؤكد عمق الحضارة التي تقف عليها والحضور التاريخي على مر العصور، إلا أن هذه الثروات والحضارة غير معروفة بشكل كبير في فرنسا والعالم، مشددا على أهمية تعريف زوار متحف اللوفر الذين بلغ عددهم العام الماضي 3.8 مليون سائح من جميع دول العالم، بتراث المملكة ودورها الرائد في الحضارة الإسلامية. وأشار مدير المتحف إلى أن الشراكة مع المملكة امتدت لتشمل أهم مشاريع اللوفر، وهو تطوير عروض الآثار الإسلامية في المتحف، الذي حظي باهتمام ورعاية من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والرئيس الحالي، ويحظى بدعم من المملكة، حيث قدمت دعما سخيا لهذا المشروع.