ويحين يوم الرحيل.. ويمضي الفرد منا كما يمضي من سبقه من أفراد على المصير المحتوم. وينطلق وراء كل راحل جمع من محبيه وأصدقائه وأهليه.. يضعونه هناك ليعودوا إلى دورهم.. ويستقر من رحل تحت الثرى.. ترجع النفس المطمئنة راضية مرضية إلى رب عظيم إلى خالق هذا الكون بعباده رحمان رحيم.. ولكل راحل في هذا الوجود حسنات أسداها وعمل طيب صنعه سجلته الأقلام تلتصق بالراحل، وتظل معه إلى يوم يبعث الله فيه عباده لينالوا النصيب الأوفر من نعيم مقيم.. ويعفو الله الكثير لمن يشاء من سيئات قد اقترفها أهلها لتتجلى للمذنب عظمة خالق يعفو عن كثير.. المؤمن الصادق يحسن الظن بالخالق الغفور.. والذي حاد عن الطريق السوي أيضا يحسن الظن بخالقه فمن كل أعماقه يطلب العفو من ذنب اقترفه أو مسار مشى إليه تحيط به ذنوب وذنوب.. فالقادر وحده يعفو عمن يشاء ويمسك العفو عمن يشاء.. والله كتب على نفسه الرحمة سبحانه، إنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.. الرسول الأعظم صلوات الله عليه حينما نهى عن زيارة القبور ثم قال بعد ذلك ما معناه كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة أو كما قال صلى الله عليه وسلم كان الرسول العظيم عظيما في كل أقواله وأفعاله كما قاله عنه خالقه وخالق العباد (حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) صلوات من الله عليك سيدي يا رسول الله.. في حنايا القبر وظلمته المقر الذي يستقر فيه كل مخلوق.. تهون الدنيا كل الدنيا بكل ما فيها من أفراح وملاه وحياة تطغى عليها حقارة المادة وتفاهة كل ما فيها من نعيم وجاه. قبل أيام ودعنا صديقا عزيزا كان يحمل قلبا نقيا طاهرا يتجلى في أحداث تلم بصديق فيسرع إليه بالنجدة بكل الصدق والنخوة والوفاء.. وبعده بيومين ودعنا صديقا آخر ملما بعظمة الإسلام يتلو آيات الله بصوت رائع معبر تدخل معاني كلام الله أعماق القلوب.. كنت أنصت إليه في الغربة فأقف أتمعن معاني عظيمة تتلى بصوت رائع وجميل.. اللهم اغفر وارحم عبديك عبد الرحمن إبراهيم التركي وأمين عبد الله القرقوري وأكرم الله مثواهما وأنزل عليهما من رحماتك الواسعة ورضاك يا واسع العطاء وملاذ الغني والفقير يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. خلف عاشور