دعا أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب المشارك في جامعة القصيم والباحث المتخصص في شؤون الإرهاب الدكتور يوسف الرميح، إلى استغلال مهرجانات الصيف والتجمعات الشبابية في تفعيل برامج التحصين الفكري ضد مخاطر العنف والتطرف، وانتقد خلو برامج الصيف التي ستنطلق قريبا من أي أنشطة ثقافية فكرية تهدف إلى حماية المجتمع من أخطار الإرهاب والأفكار المتشددة، واقتصارها على جانبي الترفيه والربح المادي، مطالبا الهيئة العليا للسياحة بتبني أنشطة في هذا الجانب ضمن برامجها في كافة مناطق ومدن المملكة. وذكر الرميح، بأن أيا من وزارات التربية والتعليم، الشؤون الإسلامية، الشؤون البلدية والقروية، والشؤون الاجتماعية، لم تكشف عن أي أنشطة حقيقية موجهة للمجتمع في كافة المناطق خلال إجازة الصيف التي بدأت فعليا، وتمتد إلى نحو 100 يوم, مبينا أن حاجة المجتمع إلى أنشطة ثقافية واجتماعية تتصدى لدعاة الفكر الضال لاتقل أهمية عن الدور الأمني الذي تمارسه الجهات المختصة، ومبديا أسفه من نظرة المجتمع إلى الإرهاب على أساس كونه قضية محصورة في رأي النخبة ويتجاهل دوره. وأكد عبر حديثه ل «عكاظ» للجهات المنظمة والمشرفة على مهرجانات الصيف بأن المتخصصين في شؤون مكافحة الإرهاب مستعدون للمشاركة في مهرجانات الصيف، وينتظرون أية دعوة للمشاركة في تلك الأنشطة، وأضاف «لكننا لانستطيع أن نفرض أنفسنا على الآخرين»، مشيرا إلى حضوره حفل افتتاح لبرنامج صيفي في إحدى المدن، وعند سؤاله المباشر لمنظم الحفل «أين برامج مكافحة الإرهاب والفكر الضال في مخيمك الدعوي؟ ابتسم ابتسامة صفراء وأجابني في المرة القادمة إن شاء الله». وردا على من لايرى ضرورة إقحام برامج مكافحة الإرهاب في مهرجانات ترويحية وسياحية خلال إجازة الصيف، أجاب الدكتور الرميح بأن محاربة الإرهاب والفكر الضال يجب أن تكون موجهة في الوقت الحاضر إلى الجميع دون استثناء، «فنحن نلدغ كل يوم من شريحة اجتماعية معينة كان آخرها تجنيد سيدات للترويج للفكر الضال»، مضيفا «نحن لاندعو إلى التركيز على برامج مكافحة الإرهاب خلال المهرجانات بل أن تمثل نسبة بسيطة منها ليستفيد المجتمع من تلك التجمعات اليومية».