فقدت الأوساط الإعلامية والأدبية والاقتصادية في المملكة صباح أمس، الإعلامي ورجل الأعمال أمين عبد الله القرقوري عن عمر ناهز 86 عاما، إثر مرض لم يمهله طويلا. ووري الراحل الثرى في مقابر المعلاة في مكةالمكرمة بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام. الراحل القرقوري أحد رواد الإعلام في المملكة، إذ شغل منصب مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والطباعة والنشر، وتنقل في وظائف مختلفة، منها؛ أستاذ ومدير في التعليم الابتدائي، رئيس للكتاب، عضو في هيئة المراقبة العامة في ديوان الملك عبدالعزيز، سكرتير خاص للشيخ محمد بن سرور الصبان وزير المالية آنذاك، مدير عام مشروع الخرج الزراعي حين كان تابعا للخاصة الملكية في عهد الملك سعود، مدير عام مساعد لرابطة العالم الإسلامي، عضو في المؤتمر الإسلامي في عاميه الأول والثاني، عضو في منظمة المنظمات الإسلامية العالمية، عضو في مؤسسة البلاد للصحافة والطباعة والنشر. وعلى الصعيد العلمي، يعتبر من المفكرين الإسلاميين المعاصرين؛ فقد شارك بالكتابة للإذاعة ولعدد من الصحف المحلية ككاتب يوميات لفترة طويلة، وأعد للإذاعة برنامج (دعوة الحق) الذي كان يقدم بعد نشرة الأخبار الأولى، وهو واحد من الذين ساهموا إلى حد كبير في تقديم الأبحاث والدراسات التي تتناول الفكر الإسلامي في عصوره المختلفة. خسارة كبيرة وصف الكاتب عبدالله السقاف رحيل القرقوري بالخسارة الكبيرة للإعلام والثقافة والأدب في المملكة، مشيرا إلى أن القرقوري تمتع بخصال حميدة، فهو «يتمتع بأخلاق الفرسان وليس لديه أي خصومات»، مضيفا «صادقته أكثر من 40 عاما فلم أجد شخصا واحدا يعاديه أو يتخذ ضده خصومة». ولفت السقاف إلى أن الراحل كان يبادر بالخير في كل المناسبات، ويرأب الصدع بين المتخاصمين، لافتا إلى أن الراحل كان رجل خير وينفق على عدد كبير من البيوت الفقيرة التي لا يعرف عنها أحد حتى أقرب المقربين منه. رجل أدب واعتبر نائب المدير العام لمؤسسة البلاد سابقا أحمد آشي الراحل رائدا من رواد الصحافة، وأحد مؤسسي الإعلام في المملكة، وقال: «الراحل كان شخصا عزيزا على قلوبنا، تنقل في مناصب عديدة وكان يجيد في كل منصب يستلمه»، ولفت إلى أن القرقوري رجل أدب بمعنى الكلمة، ولنا معه ذكريات جميلة عندما كان مدير مؤسسة البلاد بعد الراحل محمد إبراهيم مسعود. مفكر وإداري ورأى مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر الأسبق المهندس عبدالعزيز حنفي، أن القرقوري لم يكن إداريا متميزا فحسب، بل كاتبا كبيرا له بصماته الرائدة في الكتابة الفكرية والثقافية بصبغة شرعية، خاصة أنه درس في مدرسة العلوم الشرعية، وتخرج من القسم العالي منها، ويعد من المفكرين الإسلاميين المعاصرين، ومن الذين قدموا الكثير من الأبحاث والدراسات التي تناولت الفكر الإسلامي في العصور المختلفة. وأشار حنفي إلى أن القرقوري، كان صاحب خلق كبير، فكان أخا لمرؤوسيه، يعاملهم وكأنه واحد منهم، استطاع في تلك الفترة الإدارية من حياته أن يكسب احترام الجميع. بطاقة صحافية ويتذكر عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والطباعة والنشر عبدالقادر شريم، عددا من المواقف التي تتلمذ بها شريم على يد القرقوري منها أنه كان منحه أول بطاقة صحافية في حياته في عام 1383 ه عندما كان رئيسا للتحرير بالإنابة في صحيفة البلاد، وأشار له في حينها إلى تخصيص صفحة مع رجالات الحجاز العصاميين؛ مما كان لها أثر كبير في الأوساط الإعلامية والاجتماعية وحققت صدى كبيرا في حينها.وأبدى المحامي الكاتب محمد عمر العامودي حزنه الكبير على رحيل القرقوري، مؤكدا أنه خبر محزن لأنه أحد الرجالات المهمين في البلد، وشخصية جميلة ذات خلق رفيع محب للخير، ذو عقل راجح وقلم جميل وفعل سديد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.