من جانبها رأت الكاتبة والباحثة حصة آل الشيخ أن الغناء مباح ولا يوجد ما يحرمه، مبينة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أحل الدف ولم يذكر العود وباقي أدوات المعازف لعدم وجودها آنذاك كما أن الدف أحد أدوات ووظائف الغناء ولو كان الغناء محل ريب لحرم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأداة، ولفتت إلى أن الغناء شيء فطري فالطفل عند سماعه الغناء يسعد ويطرب ويتمايل وهذا دليل مسايرته أي الغناء للفطرة. وشددت آل الشيخ على أن الدين لم يأت لمحاربة الفطرة والغرائز وإنما هذبها وسما بها ووجهها. وقد قال الإمام ابن تيمية: (إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها) والغناء أحد هذه الغرائز الفطرية، مؤكدة أنها ضد الغناء المصحوب ببعض (الفيديو كليبات) الخليعة كوجود الفراش والسرير وغيره معتبرة استخدام الخلاعة دليل قلة وضعف في الأداء والصوت، وهزالة في الكلمات فكانت أي الخلاعة ترويجا وغطاء للقصور. وأشارت آل الشيخ إلى أن الغناء مفيد كونه جالبا للسعادة والفرحة التي يفتقدها الكثيرون بل هو نوع من الراحة النفسية لذا لا ضرر فيه إن كان خاليا من الفواحش، مستدركة: «البعض تشدد في الغناء رغم إباحته كما تشدد في منع البنات من الرياضة رغم فائدتها لهن وحاجتهن إليها وهذه الأمور المتعسفة لا تأتي إلا من تيار التشدد الذي يحرم كل طيب وجميل وكأن الدين جاء لإزالة ما طاب وجمل». وتطرقت إلى تفسير ابن مسعود وابن عمر وغيرهما فقالت: ليس المراد من لهو الحديث المذكور في الآية هو الغناء كما جاء في تفسيرهما له وليس لتفسيرهم صفة القدسية فأنا اختلف مع قولهم والسبب أن تتمة الآية توحي بالمعنى المراد قال تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)، وبالتالي يتضح أن المراد واسع شامل وهو كل حديث مضل عن الحق ومستهزئ بآيات الله وليس الغناء، وبينت أن ابن حزم أشار في قول رشيد إلى معنى الآية فأنكر تفسير لهو الحديث بالغناء، كما بين ابن حزم فائدة الغناء ومسايرته للفطرة سواء للإنسان أو الحيوان حين يطرب للرتم الموسيقي وللنغم في سيره في الصحراء، وأفادت أن من أجمل ما قاله ابن حزم في الغناء بعد بيان وجهة نظره الفطرية قوله من نوى استماع الغناء عونا على معصية الله فهو فاسق ومن نوى ترويح نفسه ليقوى على طاعة الله والخير فهو مطيع ومحسن، وفعله حق، ومن لم ينو طاعة أو معصية فهو لغو معفو عنه كخروج الإنسان إلى بستانه متنزها، أو قعوده على باب بيته متفرجا أو صبغ ثوبه ورديا أو أخضر أو غير ذلك).. وكشفت أن القسم في التفسير بأن لهو الحديث هو الغناء، أطلقوه عاما في الحكم، ولم يذكر الموسيقى أو غيره، فلماذا لا تعادل المسألة فيعممون المسألة على كل متعلقات الغناء كالأناشيد، وكشفت أن بعض الروايات أثبتت وجود آلات عزف كالعود عند بعض التابعين، بل بعضهم كان يستمع للجارية وهي تعزف، وذكرت أن للقرضاوي بحثا في إباحة الغناء وقد بين بعض الأحاديث الواردة في تحريم الغناء وأخرجها كقوله صلى الله عليه وسلم (ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) حيث بين أن الحديث وإن كان في صحيح البخاري، لكنه من «المعلقات» لا من «المسندات المتصلة»، ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، وضعفه الكثيرون».