شاء الناقد سعيد السريحي أن يتوج محاضرته في نادي الطائف الأدبي باستشهاد من شعر الشاعر محمد الثبيتي، الذي قال فيه: (هبطت زنجية شقراء في ثوب من الرعب بديع)، موضحا أن الشعرية في هذا النص تنطلق من أصالة لغته الشعرية، وأن وجود (الزنجية) في البيت سابق على أي ماهية لها تكمن خارج البيت، ووجودها لا يتحقق إلا من خلال السياق. واستهل السريحي محاضرته التي دعا إليها نادي الطائف الأدبي البارحة الأولى بعنوان (في الشعرية)، بالقول: «هناك العديد من البحوث التي تدور حول مفهوم من مفاهيم النقد المعاصرة، وهو مفهوم (الشعرية) الذي لقي اهتماما كبيرا من النقاد أخيرا سواء في النقد العربي أو النقد الأجنبي»، لافتا إلى أن منهج الشعرية يستند على ما أنجز في مجال اللسانيات. وقال السريحي في المحاضرة التي قدم لها فهد الشريف من الصالة الرجالية، والدكتورة كوثر قاضي من الصالة النسائية، إن الشعر لغة أصيلة، ولا يمكن أن ينظر إليها على أنها بنية سطحية متحولة عن بنية عميقة أو صيغة مجازية لحقيقة تكمن خارجها. وبدأت المحاضرة بترحيب رئيس النادي حماد السالمي، حيث أشار إلى أن هذه الأمسية تأتي ضمن أنشطة النادي المنبرية لهذا الموسم. وشهدت المحاضرة العديد من المداخلات لكل من: الدكتور عاطف بهجات، الدكتور صالح الثبيتي، الإعلامي هلال الحارثي، لطيفة قاري، الدكتورة وفاء خنكار، الدكتورة نائلة لمفون، عقيلي الغامدي، أحلام الثقفي، محمد النجيمي، عطا الله الجعيد، والدكتور عبد الله السليماني. وتناولت المداخلات مسيرة النقد الأدبي في الوطن العربي، والاختلاف في وجهات نظر النقاد، والأزمة التي يعيشها النقد، حيث أجاب عليها السريحي، ثم لبى رغبة أحد الحضور الذي طلب منه أن يلقي نصا شعريا ل«سيد البيد» محمد الثبيتي. وقبل ختام المحاضرة، طالب السريحي مدينة الطائف مسقط رأس الشاعر الثبيتي، بتكريمه عبر ندوة أدبية تحمل اسمه، وهو ما دعا أحد الحضور ليقول: إن أدبي الطائف قد استشعر ذلك من قبل، وقد كرم الثبيتي في يوم الشعر العربي أخيرا.