كان يوم أمس الأول معلما فى تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية. فأبرز أحداثه هو انعقاد أول قمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي باراك أوباما فى المكتب البيضاوي (OVAL OFFICE)، لتدشن عهدا جديدا فى العلاقات البينية وتسهم فى نقلها نحو مزيد من الشراكة الاستراتيجية. الأجواء داخل البيت الأبيض كانت دافئة والجميع كان يشعر بحميميتها، وقد بدا ذلك واضحا منذ لحظات الدخول والإجراءات الأمنية البسيطة المطبقة وحتى الوصول إلى المكتب البيضاوى، حيث جلس الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومن خلفهما السفير عادل الجبير. حميمية اللقاء تجسدت عندما أقام الرئيس الأمريكى مأدبة غداء خاصة في صالة الطعام العائلية في مقر سكنه الخاص. وبحسب مصادر البيت الأبيض التى أسرت إلى «عكاظ» أن الرئيس الأمريكي لا يقيم مأدبة الغداء فى صالة الطعام الخاصة، إلا لأولئك الذين يتمتعون بمكانة رفيعة لديه، بغية إضفاء المزيد من الدفء على اللقاء والعلاقة. ولقد حظي تعليق الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى نهاية كلمته التى ألقاها أمام الرئيس الأمريكى بالاهتمام، عندما أشاد بالإعلاميين الأمريكيين، وعقب قائلا: «الله يعطينا خيرهم ويكفينا شرهم». ولقد أضاف هذا التعليق المزيد من أجواء الحميمية على اللقاء، حين رد الرئيس الأمريكي: «إننا نعتز بما قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز فهو دعاء لهم»، ثم انفرجت أساريره ضاحكا. من القمة: تركز اللقاء على مناقشة عملية السلام، الأزمة النووية الإيرانية وما تمثله من تهديد لأمن المنطقة، فضلا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما ركز الاجتماع على السياسة الأمريكية في أفغانستان إثر إقالة الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في أفغانستان، وجهود الأمن القومي لدى البلدين بما يشمل الحملة ضد تنظيم القاعدة. وأشارت مصادر «عكاظ» إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز طلب من الرئيس أوباما السعى لرفع حصار غزة، وحثه على اتخاذ موقف أشد من إسرائيل بسبب استمرار توسيع المستوطنات، كما أن مبادرة السلام العربية أخذت حيزا كبيرا من النقاش. وكان الملف الاقتصادي حاضرا بقوة في القمة.