قبيل القمة التي تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما، تجولت «عكاظ» في أركان وزوايا البيت الأبيض الذي يحتضن هذا اللقاء الأول لخادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الأمريكي. وهو المكان الذي تعاقب عليه 44 رئيسا، آخرهم الرئيس الحالي باراك أوباما. الذي دخله رئيسا يوم 20 يناير 2009 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. يعتبر البيت الأبيض، مقر مكتب وإقامة الرؤساء الأمريكيين، إذ يقضي رئيس الولاياتالمتحدة فيه مع أسرته فترة رئاسته كاملة. كما أن العلاقة بين «عكاظ» والبيت الأبيض، علاقة تاريخية وبعيدة، فهذه الزيارة ليست الأولى على الإطلاق، إذ طالما شهدت «عكاظ» قبل عدة سنوات الإيجازات الصحفية، وبعد انقطاع طويل تجدد اللقاء في هذا المكان، لكن المكان لم يغير من طابعه الخاص كثيرا، الذي يفتح أبوابه للسياح يوميا، مع تكثيف الإجراءات الأمنية. وأوضحت بعض المصادر ل«عكاظ» أن غرفة إدارة الأزمات في البيت الأبيض شهدت خلال الأيام الماضية نقاشات ساخنة لمعالجة الأزمة التي نتجت عن تصريحات الجنرال ستانلي ماكريستال، والتي أدت إلى تقديم استقالته فضلا عن تداول سياسات الإدارة الأمريكية في أفغانستان والتي تعتبر محور تركيز الإعلام الأمريكي حاليا. وفي هذا المكان الذي يناقش أعتى الأزمات وأكثرها تعقيدا بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية، يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس أوباما، حيث سيستقبله رئيس المراسم في مدخل البيت الأبيض، ومن ثم سيصطبه للقاء الرئيس أوباما في مكتبه البيضاوي. يتكون البيت الأبيض من ثلاثة طوابق وبهو سفلي من طابقين، حيث يحتوي البهوان على مكاتب الموظفين، ومكاتب الأمن والمطبخ، ويتكون الطابق الأرضي من صالات الاستقبال والمراسم الرسمية وقاعات الاجتماعات وقاعة اللقاءات الصحفية وصالة الطعام. وفي الطابق الأول يقع مكتب الرئيس والمكاتب المحيطة به، أما الطابق الثاني فيوجد فيه غرف نوم الرئيس وعائلته وصالة المعيشة الخاصة بأسرة الرئيس. ويبلغ مجموع الغرف داخل البيت 132، ففي الطابق الأرضي تقع أهم الغرف الرسمية والتاريخية الملونة الثلاث للاستقبال، الغرفة الحمراء والغرفة الزرقاء والغرفة الخضراء، أما الحمراء فهي غرفة الموسيقى، حيث يجري فيها بعض الاستقبالات الخاصة بالسيدة الأولى ميشيل أوباما. وبينما كان يجري تطوير العاصمة واشنطن، عقدت مسابقة لاختيار مهندس لتصميم البيت الأبيض، ولقد فاز بها المهندس جيمس هوبن. وبدئ العمل فيه في عام 1792 حيث أحضرت الأحجار من إسكتلندا، وأشرف على بنائه الرئيس جورج واشنطن، لكنه لم يعش فيه. فيما عاش فيه الرئيس جون آدامز عام 1796. وبعدما دخلت الولاياتالمتحدة الحرب مع بريطانيا خلال فترة استعمارها، أحرق الجنود البريطانيون البيت الأبيض وكان ذلك عام في 24 أغسطس 1814، ولم يتبق منه إلا الجدران الخارجية، واستغرق إعادة بنائه ثلاث سنوات.