حذر أكاديمي سعودي مختص في (القدم السكري) من الإسراف في إقامة الولائم والعزائم التي تؤدي بشكل مباشر إلى كوارث صحية تزيد من عدد مرضى السكر الذين تجاوزوا (30 في المائة) من سكان الخليج، ونبه على ضرورة التحرك للوقاية مبكرا قبل أن يجد الكثيرون أنفسهم يواجهون مشكلة المرض. وأوضح استشاري طب وجراحة القدم والكاحل الدكتور خالد بن محمد إدريس أن نسبة داء السكري تزايدت في العالم عامة وبشكل مخيف في دول الخليج، حيث قارب ال 30 في المائة من البالغين في المملكة، وذلك لأسباب بيئية واجتماعية ووراثية، نتيجة حالة الرفاهية التي تسيطر على المجتمع في الوقت الحالي، حيث كان أجدادنا يأكلون أقل ويمشون أكثر وهذا هو سر انتشار داء السكري، إضافة إلى قلة خبرة مجتمعنا ووعيه في طرق الوقاية من مضاعفاته. وكشف إدريس، أن مضاعفات السكري على القدمين تنقسم إلى ثلاث مشاكل رئيسة، أولها تلف الأعصاب الطرفية الذي يؤدي إلى «الأحاسيس العجيبة»، حيث يشعر الشخص بالوخز والحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة مع انعدام الإحساس بالقدمين وعدم القدرة على الإحساس بنعمة الألم، فيجرح القدم بدون معرفة الإنسان وتتفاقم المشكلة دون أن يعلم، حتى يرى أهله الدم على الأرض أو يشم رائحة التعفن القادمة من قدميه، وكذلك تدهور حالة الجلد وتصلبه وأمراضه وشقوقه التي هي بدورها أيضا قد تودي إلى تقرحات وشقوق، إضافة إلى انسداد الشرايين المغذية للقدم في الدم الذي يقدر بنحو 20-30 في المائة من حالات التقرحات السكرية وهو ما يؤدي إلى الغرغرينا أو موات الأنسجة بسبب انقطاع الأوكسجين عنها، حيث تبدأ بالاختناق والموت بينما بقيه الجسد لا يزال حيا يبدأ الأمر بجرح بسيط أو خدشة صغيرة لا تلتئم ثم تصبح أكبر ولونها أسود، هنا يجب التدخل السريع من قبل جراح الأوعية الدموية لمحاولة زيادة أو إعادة تروية الدم للقدم وهو أمر صعب يؤتى أكله في بعض الحالات. أم الحالات المتقدمة والتي لا يستطيع جراح الأوعية الدموية مساعدة المريض فيها لشدة الانسدادان أو سوء حالته الصحية بشكل عام فنعجز أمام هذا الوحش الملتهم للجسد وليس بوسعنا إلى بتر الساق للحفاظ على حياة الإنسان. وحث إدريس على الأخذ بالأسباب والاحتفاظ على نمط الحياة الصحية من حيث المأكل والمشرب، وضرورة الحركة الجسدية يوميا للحفاظ على الوزن الطبيعي والجسد الصحي دون الوقوف مكتوفي الأيدي أمام القدم السكرية.