فتية وشبان سعوديون يحصدون المال والإعجاب بكدهم في العمل في سوق الخضار في محافظة الأحساء.. يجيء هؤلاء الفتية والشبان لسوق الخضراوات وأيديهم خاوية إلا من عربات يدفعونها أمامهم، ليقدموا خدماتهم للزبائن القادمين من أرجاء المحافظة للتسوق، عاملين على نقل الخضراوات والفواكه مقابل أجرة محدودة عن كل خدمة يؤدونها لا تزيد غالبا على 15 ريالا. لكن هذه المبالغ الصغيرة تتجمع في جيوبهم لتصل في آخر اليوم إلى نحو 100 ريال، أي نحو ثلاثة آلاف ريال شهريا، وهو مبلغ يتجاوز الراتب الحكومي لبعض الوظائف الدنيا. يدرك فتية وشبان سوق الخضراوات أن ميلادهم كسعوديين لا يعني أن في أفواههم ملاعق من ذهب -كما يعتقد الآخرون- لكنهم في المقابل موقنون أن الذهب لا يمكن أن ينال إلا بالجد والاجتهاد والكد في هذه الحياة، لذلك تجدهم غادين ورائحين في أرجاء السوق يدفعون العربات أمامهم محملة بمشتريات الزبائن من الخضراوات والفواكه. هذه المهنة كانت تدر في السابق على هؤلاء الشباب دخلا يتراوح بين 2500 و3500 ريال شهريا، إلا أن الوضع تغير في الآونة الأخيرة، وتراجعت الإيرادات كثيرا. ويعزو العديد من الشباب العاملين في هذه المهنة أسباب تراجع الإيرادات؛ إلى عزوف المتسوقين عن الذهاب إلى أسواق الخضراوات والفواكه، بعد انتقالها إلى موقعها الجديد، حيث يفضل الأهالي الحصول على احتياجاتهم من الخضراوات والفواكه من الباعة الجائلين المنتشرين بكثرة في الحارات. ويقول عباس الحسين -أحد العاملين في نقل الخضراوات والفواكه-: «إن الأوضاع لم تعد كما كانت في السابق، والدخل لم يعد كافيا لتغطية تكاليف المواصلات».