ألف مبروك والعقبى لكم .. فقد ذكرت إحصائية عالمية أن عدد الأثرياء في السعودية قد أزداد بصورة ملحوظة رغم الأزمة المالية العالمية،يفترض أن نكون سعداء بهذه الإحصائية رغم أنه لن يطالنا من ثراء بني جلدتنا شيء انطلاقا من المثل الذي يقول : (من جاور السعيد يسعد)، ولكن الجزء المحزن في هذا الخبر أن معاناتنا سوف تزداد لأن الطبقتين المتوسطة والفقيرة هما اللتان تصرفان على الأغنياء هنا بعكس ما يحدث في كل مكان في العالم، فزيادة عدد الأغنياء الذين سوف نعيلهم ونصرف عليهم من جيوبنا سوف تكون لها آثارها السلبية علينا، وهذه الحالة الفريدة لها أسبابها العديدة التي قد لا يكون للأغنياء دخل فيها. فالأثرياء في هذا البلد المعطاء لا يدفعون ضرائب وكل ما يتوجب عليهم فعله هو دفع الزكاة التي فرضها عليهم ديننا الحنيف، ولكن نظام جباية الزكاة لا زال تقليديا وبطيئا ولا يتوافق مع التطورات التي شهدها عالم المال والأعمال في العصر الحديث، كما أن بعض هؤلاء الأغنياء لا يتردد في التهرب من هذا الفرض الديني والواجب الوطني والإنساني، وبالطبع لازالت مسألة العقوبات الخاصة بالمتهربين من نظام الزكاة ضبابية وغير صارمة، ولو دفع الأثرياء فعلا الزكاة المستحقة عليهم لانتهت مشكلة الفقر من جذورها، ولما أضطرت بقية فئات المجتمع لمواجهة الآثار المترتبة على الفقر. أما الجمعيات الخيرية التي تجمع المليارات من صدقات المسلمين فهي تبتلع الأموال ولا تقدم للفقراء سوى أكياس الأرز، ويخرج القائمون عليها وهم عاجزون عن الحركة بسبب تضخم كروشهم ، ولا يستطيع الأثرياء أن ينشئوا جمعيات خيرية حديثة ترعى الفقراء وتقدم لهم الرعاية الصحية والتعليمية وتبتعث المتفوقين من أبنائهم وذلك بسبب صعوبة الإجراءات المتعلقة بتراخيص العمل الخيري. والأثرياء يدفعون فواتير كهرباء في قصورهم وعماراتهم ومصانعهم بقيمة تعادل الفواتير التي يدفعها الناس العاديين لكهرباء مساكنهم، بل إن بعض الأثرياء لا يدفعون الفواتير ولا يقطع عليهم التيار الكهربائي أما الفقير فيا ويله ويا سواد ليله إذا تأخر في تسديد الفواتير، والأثرياء إذا تضخمت أرصدتهم يشترون أراضي بيضاء ويسورونها دون أن يدفعوا عليها ضريبة سنوية، فترتفع أسعار العقارات على بقية فئات المجتمع وتتعقد المشكلة السكنية أكثر فأكثر . والأثرياء إذا سافروا إلى الخارج صرفوا أموالا لا معنى لها وحين نأتي نحن الصعاليك إلى هذه المدن السياحية يتم إرغامنا على دفع أسعار مضاعفة باعتبارنا أبناء عمومة هؤلاء الذين يشترون كعكعة بنصف مليون ويدفعون للجرسون بقشيشا يعادل دخل المطعم لثلاثة أيام !. في كل مكان في العالم يستمتع الأثرياء بأموالهم دون أن يغادروا عوالم البشر الطبيعيين إلا عندنا، فهم في كل مكان يسكنون فللا فاخرة أما عندنا فيحتلون حيا سكنيا كاملا، وهم في كل مكان يأكلون في المطاعم مع زوجاتهم وأولادهم على طاولة مثلهم مثل غيرهم أما عندنا فيحجزون المطعم حتى ينتهوا من الغداء، وهم في كل مكان يستخدمون ثلاثة أو أربعة من الخدم أما عندنا فيستخدمون قبائل مجحفلة من الآسيويين والأفارقة.. وهذا سلوك يضر ببقية فئات المجتمع، حتى لو لم يكن الأثرياء يقصدون ذلك. نحن لسنا حسادا ونسأل الله أن تتضاعف أعداد السعوديين في قوائم الأثرياء بشرط أن لا نصرف عليهم.. فنحن بالكاد نصرف على أولادنا ! . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة