الإنسان يرى المكان ويشعر بالزمان، فهو يستطيع أن يرى كل الأشياء المادية حوله في هذا الكون من خلال ثلاثة أبعاد هي: «الطول والعرض والارتفاع»، ويستطيع في نفس الوقت أن يشعر بتأثير البعد الرابع وهو «الزمن»، ومثال ذلك لو أنك تركت طفلا وعمره خمس سنوات وعدت إليه عندما أصبح عمره عشر سنوات، فإنك سوف تلاحظ الاختلاف في طول وعرض وارتفاع هذا الطفل، بمعنى أن البعد الرابع وهو الزمن قد أثر على هذه الأبعاد الثلاثة التي يستطيع أن يراها الإنسان. ولكن لقد استطاع علماء الفلك والذرة اليوم أن يرسموا لنا خارطة جديدة واضحة المعالم لهندسة بناء الكون، وقد أكد هؤلاء العلماء أن أبعاد الكون ليست هي فقط الأبعاد الأربعة التي يستطيع أن يراها أو يشعر بها الإنسان، بل إن هذا الكون له أبعاد أخرى موجودة حولنا يصل عددها إلى ستة عشر بعدا. ويقول العلماء إن هذه الأبعاد الأثنى عشر التي لا يستطيع أن يراها الإنسان يوجد بها عوالم ومخلوقات أخرى تعيش حولنا، وهي أقرب إلينا من حبل الوريد.. ولتقريب المسألة علينا، دعنا نفترض جدلا وجود أحد الكائنات وأنه يرى بعدين اثنين هما «الطول والعرض» ولا يستطيع أن يرى البعد الثالث وهو «الارتفاع» أي أن هذا الكائن يرى بشكل أفقي وليس عمودي، ولو افترضنا في نفس الوقت أن هذا الكائن يقف إلى جانب إنسان ملاصق له تماما، فإن النتيجة ستكون أن هذا الكائن لن يستطيع أن يرى جسم الإنسان الذي يقف إلى جانبه، لأنه لا يستطيع أن يرى البعد الثالث وهو الارتفاع. وبما أن هذا الكون به اثنى عشر بعدا آخر، فإن الإنسان بكل تأكيد لن يستطيع أن يرى أو يشعر بالكائنات والعوالم التي تعيش في هذه الأبعاد على الرغم من أنها قريبة منه جدا، وذلك لأن الإنسان لا يرى أو يشعر إلا بأربعة أبعاد فقط. فهل هذه الأبعاد الكونية تثبت علميا وجود الملائكة والجن حولنا حتى وإن كنا لا نراهم كما ذكر القرآن الكريم «إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم»، وهل هذه الأبعاد الكونية تجيب عن قول الرسول عليه السلام «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي؟»، وهل هذه الأبعاد الكونية تفسر لنا قوله تعالى «فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تشعرون ؟». maanaljarba@ hotmail.com