يشارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع قادة مجموعة العشرين في قمة المجموعة التي تعقد السبت والأحد في تورونتو الكندية، في وضع الحلول الناجعة لضمان الانتعاش الاقتصادي والمالي العالمي. ويلتقي في كندا اعتبارا من غد، رؤساء دول وحكومات بلدان مجموعة الثماني وكذلك مجموعة ال 20؛ لإعادة إطلاق عجلة التعاون الدولي بين هذه الاقتصادات الكبرى، وبحث الاختلافات في وجهات نظرهم في مواضيع سجالية متعددة. وهذه المحادثات التي ستجرى على مدى ثلاثة أيام وعلى أعلى المستويات، ستتيح التطرق الى مسائل اقتصادية بالغة الحساسية، مثل؛ الدين العام وضبط القطاع المالي وفرض ضرائب جديدة عليه، وصولا إلى تنسيق السياسات الاقتصادية تحقيقا للمصلحة المشتركة. وأولى هاتين القمتين اللتين ستستضيفهما كندا ستكون قمة مجموعة الثماني، التي ستلتئم يومي الجمعة والسبت في هانتسفيل (أونتاريو، جنوب شرق) وستجمع أربع دول أوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، وإيطاليا) إضافة إلى الولاياتالمتحدةوكندا واليابان وروسيا. أما قمة ال 20 التي ستستضيفها تورونتو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، فمن المقرر أن تتطرق إلى مروحة أوسع بكثير من المواضيع. وتضم مجموعة ال 20 إضافة إلى دول مجموعة الثماني البلدان ذات الاقتصادات الناشئة، وهي؛ جنوب أفريقيا، السعودية، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، الصين، كوريا الجنوبية، الهند، إندونيسيا، المكسيك، تركيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.ومن المقرر أن تبحث هذه الدول الثرية والناشئة اقتصاديا «تقييما متبادلا» لسياساتها الاقتصادية، وهي خطوة ينسقها صندوق النقد الدولي. والهدف من هذا الأمر هو الاطلاع على مشاريع كل دولة من هذه الدول في ما يتعلق بموازنتها، وكذلك البحث في أسعار صرف العملات والإصلاحات البنيوية، توصلا إلى «نمو عالمي متين ومستديم ومتوازن»، وهو الهدف الذي أقرته قمة مجموعة ال 20 الأخيرة، التي عقدت في بيتسبورج في الولاياتالمتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويبدو الاقتصاد العالمي اليوم بعيدا جدا عن بلوغ هذا الهدف المثالي، ففي وقت يحقق النهوض الاقتصادي في عدد من مناطق العالم، ولا سيما في آسيا، معدلات نمو عالية للغاية، فإن مخاوف هائلة وحقيقية تحدق باقتصادات مناطق أخرى وفي طليعتها أوروبا. وقبل أسبوع من قمة تورونتو خطت الصين خطوة بالغة الأهمية باعتمادها بعض المرونة في ما يتعلق بسعر صرف عملتها، مستجيبة بذلك لمطلب مزمن من شركائها الدوليين. غير أن الآثار الاقتصادية لهذه الخطوة الصينية لا تزال غير جلية حتى الساعة. أما في القارة العجوز، فيبذل الأوروبيون قصارى جهودهم لمكافحة الديون الباهظة التي يرزحون تحتها والتي يهدد استمرارها بالإطاحة باقتصاداتهم، وعمدوا في سبيل تحقيق هذه الغاية إلى إجراءات تقشف صارمة للغاية. وبحسب مسؤول في وفد مشارك في اجتماع تورونتو، فإن دول مجموعة ال 20 تواجه رغم هذا، صعوبات في التوافق على أهداف مشتركة في ما يتعلق بالعجز في الميزانيات. وظهرت خلافات حول هذا الموضوع إلى العلن بين الولاياتالمتحدةوألمانيا، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا في 16 يونيو (حزيران) الجاري في رسالة وجهها إلى نظرائه لتجنب تكرار «أخطاء ارتكبت في الماضي، عندما حصل تسرع في وقف إجراءات التحفيز الاقتصادي» قبل الأوان، وردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عليه في مكالمة هاتفية جرت بينهما الاثنين الماضي بإبلاغه «كم هو مهم تدعيم الموازنة» بالنسبة إلى ألمانيا.