المراهقون الموجود مقطعهم على «YouTube» وهم في المسجد يعبثون بالمكبرات الصوتية ويغنون، ولم يحترموا مقدساتهم أو مقدسات المسلم، هم يحملون عقلية المراهقين الذين قاموا بحرق خيمة النادي الأدبي في الجوف، هم كذلك يشبهون بشكل ما المراهقين الذين وظفوا من القاعدة لتدمير المجتمع. فكل هؤلاء الشباب المجرمين والمساكين ضحية أو نتيجة لتطرف فكري نراه واضحا في الصراع القائم بين ما يمكن تسميتهم إن جاز لي التعبير الاتجاه الليبرالي والاتجاه الأصولي، هذا الصراع يتجلى في الإعلام، يتجلى أيضا في الحوار الذي بدا وكأنه مفاوضات بين دولتين متحاربتين وليس بين أفراد وطن واحد يريدون النهوض به. هو كذلك نتيجة صراع بين الجيل القديم والجيل الجديد، والذي يتحرك داخل إطار مختلف عن صراع التيارات الفكرية، فهو يتمحور حول استنساخ الجيل القديم، وأن على الجيل الجديد التماهي مع الجيل القديم حد التطابق، وإلا سيتم قمعه، وهذا ما حدث حين حرص الجيل القديم على استصدار قانون يعاقب الشباب على ملابسهم وقصات شعورهم. هو أيضا نتيجة لفكرة يروجها بعض المتطرفين «بأن على كل مواطن إن رأى منكرا أن يغيره بيده، وألا يسكت عليه؛ لأن مهمته في هذه الحياة تغيير أي منكر وإلا سيكون شيطانا أخرس». لهذا كان من الطبيعي أن يذهب أولئك الشباب «ضحية التطرف الفكري» لحرق خيمة النادي الأدبي لمنع إقامة أمسية شعرية، من باب أن معلمه يراها منكرا، وبالتأكيد أولئك الشباب الذين سخروا من المقدسات وراحوا يغنون، هم جنود للمتطرفين في الجهة الأخرى، والأخطر الشباب الذين تم توظيفهم لتدمير المجتمع بحجة أن المجتمع كافر. كل هذا التطرف القائم على رفض الآخر للأسف وحدهم الشباب يرمون بالمحرقة، ووحدهم يعاقبون ويطالهم القانون، فيما من يقدمون أنفسهم على أنهم مخلصو المجتمع يذهبون لبيوتهم بعد أن غذوا هذا التطرف؛ ليعيشوا حياتهم العادية، وربما سيخبرون زوجاتهم وأصدقاءهم عن انتصاراتهم الوهمية في الإعلام، وكيف هو عرى فكر ذاك الزنديق أو الأصولي؟ ترى متى سنطفئ محرقة الكراهية ورفض الآخر التي ما زالت تشوي الأجيال الجديدة؟ ومتى سنعلم المراهقين احترام الآخر. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة