على الرغم من المآسي التي خلفتها فاجعة السيول في جدة إلا أنها كشفت عن جملة من الجوانب المضيئة في مجتمعنا برهنت على ما يتسم به المجتمع من تكافل وتعاون، فعلى رأس تلك الجوانب المضيئة ما قام به آلاف الشباب والشابات من عمل تطوعي سعوا من خلاله إلى تقديم يد العون والمساعدة للأسر المنكوبة؛ وذلك بالمساعدة على تلقي المساعدات والعمل على توزيعها على المحتاجين للعون سواء تمثلت تلك المساعدات في المواد الغذائية أو الملابس أو الأثاث الضروري، وقد عمل أولئك المتطوعون من الشباب والشابات ليلا ونهارا ودون انقطاع أو تململ حتى تمكنوا من إنجاز المهمة التي نذروا أنفسهم لها واستطاعوا أن ينسقوا بين جهودهم ويرتبوا بين أعمالهم ويوزعوا المهمات على المشاركين منهم على نحو حال دون أي تداخل أو تضارب أو ضياع للجهد، وضربوا من خلال ما قاموا به النموذج المثالي لما يمكن أن تقوم به مؤسسة للمجتمع المدني من خدمات تطوعية، كما أكدوا على أن شبابنا وشاباتنا بخير وأن ما يحاول بعضهم من وسمهم به من عدم القدرة على تحمل المسؤولية أمر ليس له أساس من الصحة. من هنا يمكن لنا أن نقول إن أولئك الشباب والشابات أسسوا بما قاموا به ثقافة جديدة على مجتمعنا وهي وإن كانت تمتلك جذورها فيما حث عليه الشرع من عمل الخير إلا أن ما بلغته من تنظيم وترتيب حولها إلى عمل مؤسساتي يكشف عما بلغه مجتمعنا من وعي وإدراك لأهمية العمل الجماعي المؤسساتي الذي يستهدف خدمة المجتمع وتقديم المساعدة للمحتاجين من أفراده. من هنا يأتي تكريم أولئك المتطوعين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة تكريسا لما قاموا به وتأكيدا على قيمة العمل التطوعي حين يأخذ طابعا مؤسساتيا منظما. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة