حذّر أخصائي الإرشاد النفسي والاجتماعي بوحدة التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية أسعد النمر من الآثار السلبية لإجبار الطلاب والطالبات على المذاكرة ومنعهم قسريا من مشاهدة مباريات كأس العالم، داعيا بقوة لاعتماد الحوار الأسري المتكافيء لوضع أجندة عمل توافقية بين الأهل وأبنائهم تمكّن الطلاب من الاستذكار والمشاهدة. وقال إن الحوار هو الأسلوب الأمثل لنجاح الأسرة في وضع آلية متفق عليها بين الآباء والأبناء تجمع بين ضرورة المذاكرة والرغبة في متابعة مباريات كأس العالم. حيث يمكن التوصل لحالة توافقية تستهدف خلق قناعات وتغيير اتجاهات وأفكار تساعد المراهق أو الطفل على برمجة نفسه على ما تم الاتفاق عليه. وأضاف النمر أنه من الصعب جدا برمجة الأولاد سلوكيا على طريقة معينة أو أسلوب محدد بعد أن كبروا ودخلوا مرحلة المراهقة والشباب، فالأسرة التي لم تبرمج أبناءها منذ الطفولة على معادلة "التشريط الإجرائي" من الصعب أن تنجح في استخدام مبدأ "مشاهدة مباريات مونديال 2010" كنوع من المكافأة من أجل المذاكرة. فالمعزز وفقا لعلم النفس يجب أن يكون تدريجيا من البداية لكي يكون ذا فعالية ويحقق الهدف في النهاية، فبعد هذه الغفلة الطويلة في تأسيس قيم الاستجابة منذ الطفولة، ومع قوة وزخم دعاية المونديال من الصعب أن تأتي الأسرة وتفرض أجندتها على الأبناء. فأي أسرة ربت أولادها "بنين وبنات" على النظام والترتيب ومبدأ المشاهدة المشروطة للتلفزيون منذ الصغر فإنه بإمكانها برمجة أبنائها على هذا الأساس، مما يجعل الأمر سهلا جدا، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون مثمرا في حال صنفنا كرة القدم ضمن المعززات التي تدفع الطالب للإنجاز. وهنا تبرز وتظهر أهمية التربية المبكرة خلال السنوات الخمس الأولى للطفل. وأما الأسر التي لم تتبع مع أبنائها أي نوع من البرمجة النفسية والاجتماعية فمن الصعوبة أن تحقق أهدافها عندما تمنعهم من مشاهدة المباريات بهدف دفعهم للمذاكرة. وفي حال اتبعت الأسرة المنع القسري أو العنف فسيكون له ردود فعل عكسية مثل العناد والرفض والتشبث بالموقف، مما يجعل المراهق يحاول البحث عن مكان آخر يتابع فيه المباراة، وإن تم منعه من الخروج من المنزل بالقوة فإن هذه الحالة ستخلق جوا سلبيا تنعكس نتائجه سلبية أيضا على المذاكرة، فسيرفض المذاكرة كنوع من العقاب للأهل. ويضيف النمر أنه من الصعوبة بمكان وضع برنامج استذكار مشروط بمشاهدة مباريات كأس العالم؛ لأنه لن يكون عمليا أو مجديا أمام هذا الكم الهائل من الدعاية للمونديال، مع الأخذ في الاعتبار هوس هذه الفئة بكرة القدم على المستوى العالمي، فمباريات كأس العالم يمكن أن تكون عائقا أمام كثير من الطلاب والطالبات فنحن نتحدث عن المراهقين والمرهقات والشباب بالدرجة الأولى يعني قطاع كبير من أبناء الوطن، ربما 60% منهم يتابعون مباريات كرة القدم.