وجهها جميل .. ولكنها سمينة، دمها خفيف .. ولكنها سمينة، ذكية جدا .. ولكنها سمينة، كلنا يسمع هذه التعليقات وغيرها الكثير. فالمرأة السمينة تتعرض لكثير من المواقف الجارحة التي تجعلها محملة بالذكريات والمرارات الكاسرة للقلوب من الناس ومن أهلها وحتى من زوجها. الجميع يعاقبها لأنها سمينة ويعتقدون أن عليها أن تتقبل السخرية على نفسها من الجميع بكل أريحية وسعة صدر، فالسمينة بالنسبة للكثيرين يجب أن تكون إنسانة مرحة ولا تزعل من أحد، فهي ليست حساسة مثل الرشيقات. نحن للأسف نعيش الآن في زمن، مقياس الجمال فيه هو الرشاقة، وفي مجتمع يقدرنا فيه الناس بناء على الشكل الخارجي الذي يحول في كثير من الأحيان دون اكتشاف الجوهر. قد يختلف معي البعض، ولكن صدقوني هذا هو الواقع الذي لا يعرفه إلا من عايشه، فللوزن الزائد والسمنة ضغوط نفسية كبيرة تنعكس على شخصية المرأة وتجعلها هشة وضعيفة وتغير مشاعرها الشخصية تجاه جسدها، فتجعلها خجولة من شكلها وتحولها إلى امرأة منطوية على نفسها تكره الذهاب للأعراس والمناسبات الاجتماعية لأنها ببساطة لا تجد ما ترتديه. إن كل امرأة سمينة تعاني، فهي قد لا تتأثر بلهاثها ونبضات قلبها المتسارعة التي تشعر بها عند بذل أقل مجهود، ولكنها بالتأكيد تتأثر (وتتحسر) عندما ترى كيف تلبس الرشيقات وكيف يعشن، أو عندما يبدأ الزوج في مدحهن والمقارنة بينها وبينهن. وتكتمل المأساة عندما يقرر الرجل عقاب زوجته ويتزوج عليها معلنا بذلك فشلها كأنثى، فهو رجل مثل أي رجل آخر يحب الجمال ويعشقه، فهو يحبها ولكنه يكره سمنتها. ولكن لماذا ترضى المرأة أن يكون شكلها هكذا، تمشي وبطنها يتدلى أمامها، من يراه يظن أنها حامل ويسألها (بحسن أو بسوء نية) ماشاء الله في كم شهر؟، لماذا ترضى أن تختفي خلف تلك الشحوم التي تمنعها من الاستمتاع بحياتها وتسقطها فريسة لأمراض تجلبها لنفسها، مثل السكر والضغط وأمراض القلب والشرايين والسرطان وغير ذلك. إن هذا يدفعنا للتساؤل، هل المرأة السمينة ظالمة أم مظلومة؟. الحقيقة أنها الاثنان معا، فهي ظالمة لنفسها ومظلومة من من حولها. اعذروني على قسوتي، ولكن هذه هي الحقيقة. وللحديث بقية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة