يصعب على أي مراقب لمجمل التطورات على كافة الأصعدة في المملكة العربية السعودية تصور حجم المنجز الذي أحدثه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال السنوات الخمس المنقضية من قيادته لهذه البلاد حتى عزز من مكانتها ليس فقط في محيطها الإقليمي بل وتضاعف تأثيرها وحضورها على الصعيد الدولي. ويحسب له حفظه الله أنه أصبح وفضلا عن كونه قائداً ذا تأثير لا يستهان به فهو صاحب مبادرات عملاقة فعلى المستوى السياسي جذرت مبادرات خادم الحرمين الشريفين عمق المملكة العربي من خلال تجسيره للعلاقات العربية العربية، فلا يمكن تجاهل دعوته في قمة الكويت الماضية حين دعا القادة العرب لتناسي خلافات الماضية وفتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على وحدة الموقف والمصير، ومن ثم حدثت النقلة النوعية على هذا الملف. وحنكة خادم الحرمين لم تتوقف عند ذاك، بل كانت مواقفه حاضرة دائماً لتعزيز الأمن والسلم العالميين ودعوته الدائمة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال مبادرته الشهيرة للسلام وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة تنهي النزاع العربي الإسرائيلي، وفي خضم قراءة الدور الدولي للمملكة فإنه يتبادر إلى الذهن مبادرته العالمية لحوار الأديان والتي قوبلت بإعجاب علمي على كافة المستويات. وكما حقق حفظه الله تواجداً سعودياً مؤثرا على المشهدين الإقليمي والعربي، فإن الإنسان السعودي كان العصب الرئيس لاهتماماته، وعلى كافة المجالات التنموية بدا وكأن المملكة تمر بورشة عمل متواصلة اقتصادياً واجتماعياً ومعرفياً وإنمائياً. وكما ركزت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تحصين البلاد من الفكر المتطرف والإرهاب ونجاح الاستراتيجية الأمنية فقد صاحبها جنباً إلى جنب تطوير لنظام التعليم في المملكة، وتم إطلاق سنام هذا التطوير بتدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). تلا ذلك إطلاق المشروع الأهم مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء وتخصيص ميزانية كبيرة لهذا المشروع. لا يمكن لمقال يضم مئات الكلمات حصر منجزات الحقبة المنصرمة من حكم خادم الحرمين الشريفين وسيكون من المجحف قطعاً أن أختزلها بهذه البساطة مهما اجتهدت في تصويرها. د. هادي بن علي اليامي عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان