عشرون شاباً لم يركنوا للهامشية والفراغ القاتل، واستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى؛ فوظفوا طاقاتهم وصقلوا مهاراتهم وأثروا قدراتهم في خدمة المجتمع، موجدين لأنفسهم مصدر دخل يقتاتون به، بدلا من الجلوس ساعات طويلة على الأرصفة أو في المقاهي والاستراحات. هؤلاء الشبان وجدوا فرصتهم في مشروع تبنته جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة لملء وقت الفراغ عند الشباب، حيث أسست الجمعية أول لجنة تطوعية للنقل التلفزيوني والإنتاج الإعلامي، وشكلت لذلك فريقاً وحقق هذا الفريق نتائج باهرة، بعد أن أبرزوا إبداعاتهم في أعمالهم الإنتاجية؛ فكان منهم المنتج المحترف، والمذيع المتقن، والمصور المهني، وأصبحوا بذلك ينافسون القنوات التلفزيونية والشركات المتخصصة في نقل الأحداث وتوثيق المناسبات ميدانياً. يحمل هذا الفريق اسم «تقني»، ويهدف إلى خدمة الحراك الاجتماعي بتأسيس تجربة قابلة للتنفيذ، بصناعة أساليب مبتكرة لسد فراغ الشباب. ويقول الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة الدكتور يحيى زمزمي، إن فكرة تأسيس هذا الفريق هي نتاج عصف ذهني يهدف إلى إيجاد برامج فاعلة لرعاية الشباب، مشيراً إلى أن رؤية المشروع هي أن يستثمر المجتمع التقنية في خدمة أفراده ومؤسساته، وأن يكون المشروع قدوة في العمل الإعلامي والتقني التطوعي، تحت شعار «نحو استثمار أمثل للتقنية». من جانبه، لخص رئيس فريق «تقني» محمد برناوي أهداف عمل الفريق، وتتضمن الإسهام في دعم احتياجات المجالس والجمعيات التطوعية والخدمية الحكومية من الناحية الإعلامية في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الإعلامية، وتهيئة مجالات جديدة للشباب يسهمون عبرها في العمل التطوعي. وأشار برناوي إلى أن الفريق يضم مذيعين ومصورين وفنيين مهنيين، وأسهم في توثيق عشرات المناسبات الرسمية، وإنتاج مواد وثائقية وتعريفية وتسويقية عبر تقارير مرئية، كما التحق عدد من الأعضاء ببرامج تدريبية لاكتساب مهارات المهنة، وعقدوا لقاءات مع المسؤولين لعرض منجزات المشروع عليهم. ونو ه رئيس فريق «تقني» إلى أن الفريق يعمل داخل استديو مجهز يحتوي على عشرين كاميرا تصوير محمولة ورقمية، وأجهزة مونتاج.