وها هي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تكسر الصمت المحيط بها وترد على الاتهامات الكثيرة التي تصمها بالخمول، ها هي المدينة تتمخض لتلد لنا جملا غير كل الجمال، جملا عربيا بشفرته الوراثية وكتالوجه الجيني بعد جهد علمي مشترك بين المدينة ومعهد بكين للجينوم في الصين؛ ليتحقق بذلك إنجاز هو الأول من نوعه في العالم كما ذكر رئيس المدينة الدكتور محمد السويل، وأضاف أن هذا الإنجاز سيعود على الاقتصاد الوطني بفوائد كثيرة، وسوف يساهم في الاستراتيجية التي تسعى من خلالها المدينة إلى تحقيق التنمية المستدامة للمواطن!! لا شك أن هذا المشروع البحثي سيساهم في توطين تقنية علم الوراثة الحيواني والهندسة الوراثية على وجه العموم، وهذا وحده مطلب وطني مهم يلبي الحاجة الماسة لفتح مزيد من أبواب العلوم الحديثة، لكن لماذا بدأنا بالجمل تحديدا، وكيف سيساهم اكتشاف شفرته الوراثية في تحقيق التنمية المستدامة؟؟.. أنا لا أقلل من الأهمية العلمية للإنجاز، ومثل أي إنسان عربي يحترم الجمل ويعتز بتاريخ طويل من العلاقة به أبارك لجملنا العربي هذا التقدير لمكانته حين يكون أول من اهتم به علم هندسة الوراثة، لكني مع ذلك أعرف أن شركاءنا الصينيين في هذا المشروع قد عملوا بصمت لفترة طويلة حتى توصلوا إلى تحديد الشفرة الوراثية لحبة الأرز باعتبارها عماد غذائهم التقليدي ومحصولهم الرئيس الذي يعتمد عليه الشعب الصيني، وذلك ما يجعلنا نسأل عن الأهمية القصوى للجمل بالذات ليكون فاتحة مشروع علمي ضخم، وهل بالفعل ستساهم شفرته الوراثية في تحقيق التنمية المستدامة للمواطن، كما يؤكد رئيس المدينة في تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام يوم الخميس الماضي؟؟.. ماذا لو اشترينا حقوق شفرة الأرز من علماء الصين لنهدد بها تجارنا الذين أرهقوا المواطن وهم يتحكمون بأسعاره، وأسعار غيره من الأغذية الأساسية التي يحتاجها المواطن أكثر من لحم الجمل؟؟.. بل ماذا لو أخذنا عينات من بعض المسؤولين المقصرين والمتهاونين والمتجاوزين وحددنا شفراتهم الجينية ووضعناها في بنك المعلومات التابع للمدينة، بحيث نعود إليها كمعيار للمقارنة عند تعيين أي مسؤول سيتولى مصالح الناس وخدمة الوطن، ألن يكون هذا أهم من البدء بشفرة الجمل؟؟.. على أي حال، نبارك لمدينة العلوم والتقنية هذه الانتفاضة العلمية حتى لو بدأت بجمل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة