لاحظت من خلال متابعتي للشأن الكتابي، وما يتعلق بكتابة الرواية، صدور عدد كبير من الكتب بشتى اللغات، تتعرض للحرب في أفغانستان، خاصة تلك الفترة التي حكمت فيها حركة طالبان، ووصفت بالتشدد، وتقييد الحريات، في بلد فقير ومتهدم أصلا، ولم يكن ليلفت الأنظار كثيرا لولا تلك الحرب. تلك الكتب من أمثال (عداء الطائرة الورقية)، و(ألف سماء مشرقة)، للطبيب الأفغاني خالد حسيني، الذي يعيش في أمريكا، و(سنونوات كابول) للجزائري ياسمينا خضرا الذي يكتب بالفرنسية، وكتاب (بائع الكتب في كابول) لصحفية أمريكية تعرفت على صاحب مكتبة في كابول، أمدها ببعض المعلومات، ونسجت سيرة بعضها حقيقي، وبعضها مختلق، ونشرت كتابها، وغير تلك الكتب التي حققت كلها نجاحا كبيرا من الناحية التجارية، وترجمت للغات أخرى غير تلك التي كتبت بها، وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية، حققت أيضا نجاحا، مثل فيلم عداء الطائرة الورقية. كنت أسأل نفسي دائما عن سر نجاح تلك الكتب، ولماذا أفغانستان المهملة دولة، تشتعل هكذا داخل نصوص روائية، وماذا يهم القارئ الغربي من معرفة حكايات جرت أحداثها بعيدا عنه، وربما لم يعشها من كتبوها حتى، واستقوا المعلومات المعيشة، وسبل الحياة الاجتماعية، وشكل البلد، وسكانها من تلك الشبكة العنكبوتية الخطيرة، التي يمكن أن تسكنك شقة في ساوباولو، وأنت لم تر البرازيل قط أو تجلسك في مقهى ضاج في أحد شوارع مدريد، ولا كانت لديك فرصة لزيارة مدريد. لقد قرأت رواية «عداء الطائرة الورقية» باللغة التي كتبت بها، وشاهدت قصتها فيلما أمريكيا، قرأت بائع الكتب في كابول بعد ترجمته عربيا، ورواية ياسمينا خضرا المسماة سنونوات كابول، وعرفت السبب. لم يكن ثمة إبداع كبير يستحق كل تلك الضجة، ولا رأيت تلك الروايات تقترب حتى من روايات أخرى أعظم شأنا، وجدتها تدور جميعها حول موضوع واحد، بطلته دائما حركة طالبان، دائما ما توجد يد باطشة، ويد مستسلمة، ونساء مقموعات، ويتم سوقهن إلى الرجم في الساحات العامة، وسط تهليل الناس. لقد عثر هؤلاء الكتاب على ذلك الخيط التجاري، وتلك الصورة النمطية التي رسمها الغرب لحركة دينية، كانت مجهولة، وقفزت إلى الحكم، ولا يعرف عنها غير ذلك، كتبوا تلك الصورة جميعهم، وكانت فرصة للنجاح على حساب جو لا يعرفونه حقيقة، وظروف معيشة لم يعيشوها. إنه جسر العبور بلا شك، جسر كبير وممهد، لا يحتاج منك إلى أن تتشرد في جبال تورا بورا، أو تتوه حليق الرأس، وكث اللحية في أزقة قندهار، ولكن أن تستثمر الصورة النمطية المرسومة سلفا. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة