سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى البيعة .. مكافحة الإرهاب بالذخيرة الحية في صحراء الرياض اليوم تمرين مشترك للقوات الخاصة في المناطق الوعرة .. ملاحقة فلول الانتحاريين والمتسللين
يترجم مفهوم الولاء إلى منجز، وطبيعي أن تستمد منه عناصر الهوية، التاريخ، الحضارة، والسيادة. تجاوز أبناء هذا الوطن النظر إلى الولاء كمفردة عابرة، تبقى ضمن حدود التداول اللفظي أو تحويله إلى شعار، بل يجسدوه إلى أفعال ناجزة. فعلى سفوح جبال الحيسية وأوديتها ذات التضاريس الوعرة على مبعدة مائة كيلو متر شمال غربي مدينة الرياض، وتزامنا مع الذكرى السنوية الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، تعبر قوات الأمن الخاصة، الذراع الأمني القوي والمعني بمكافحة الإرهاب، برسم لوحة وطنية في هذه المناسبة بإقامة تمرين مشترك، نهاري وليلي وتجارب فرضية تصل حد الواقعية لمواجهة الإرهابيين وعناصر الجانحين عن جادة الصواب، والمتسللين المعتدين في أكثر المناطق الجبلية وعورة. تمرين مشترك ويحاكي التمرين الذي ينفذه رجال القوات الخاصة ضباطا وأفرادا، واقع الأحداث التي شهدتها الحدود الجنوبية للمملكة، وكيفية التعامل مع المتسللين المعتدين وطرقهم في التحصن في الجبال الشاهقة والتضاريس الصعبة بكل مايكتنفها من تعقيدات جغرافية. كما أنها تحاكي وسائل الإرهابيين في استخدام المغارات الجبلية في الاختباء وسبل مواجهتهم، بعدما استلهمت القوات الخاصة من جميع التجارب والمعطيات الأمنية كيفيات التصدي لمخططات الفئة الضالة والمخربين والمتربصين بأمن المملكة. رعاية مباشرة ويخصص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ما يفوق الأربع ساعات، ليكون إلى جانب أبنائه وإخوانه رجال نايف بن عبدالعزيز في منطقة الحيسية، مشاركا ومباركا ما أكملوه من دورات تخصصية في صقل مهاراتهم لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وإن تنوعت وسائله وطرقه وأساليبه التي لم تعد عصية على رجال الأمن البواسل. مكافحة الإرهاب واتساقا، كشف قائد قوات الأمن الخاصة اللواء الركن محمد بن حمد العماني في حديث خص به «عكاظ» النقاب عن إتمام أكثر من 800 ضابط وفرد، بينهم 230 طالبا مستجدا، 15 دورة تخصصية في مكافحة الإرهاب والقتال في المناطق المأهولة، إبطال وإزالة المتفجرات، أمن وحماية الشخصيات، أمن وحماية المواقع ورماية متقدمة ورماية تأسيسية، أطقم عربات ومدرعات تأسيسية، دوريات أمن وبحث وتفتيش وأسلحة خاصة، مبينا أن أكثر من ثلاثة آلاف ضابط وفرد قد استفادوا من هذه الدورات منذ مطلع العام الجاري. وأكد اللواء العماني أن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يولي هذه الدورات اهتماما خاصا لما لها من أثر فاعل في صقل مهارات رجال الأمن في مواجهة كل متغيرات العمل الأمني، وسبل مواجهة الفئة الضالة في أي موقع ومكان مهما كانت طبيعته الجغرافية، مشيرا إلى أن الأمير محمد بن نايف حرص على مشاركة ضباط وأفراد من دول خليجية شقيقة في تلك الدورات. وحدات مشاركة وينضوي في التمرين جميع وحدات الأمن الخاصة وقوة الأمن والحماية المتخصصة وكتيبة الأمن المدرعة ووحدة إبطال وإزالة المتفجرات وفصيل قبض من الشرطة العسكرية، بمساندة من ثلاث مروحيات من أسطول طيران الأمن في تشكيلته الجديدة، إلى جانب إسناد طبي تمويني وإداري. إرهاب الجبال وينبني التمرين والفرضيات على مواجهة الفئة الضالة والمتسللين الذين استخدموا الجبال والتضاريس الوعرة، واتخذوا من المغارات الجبلية أوكارا تحصنوا بداخلها عن رجال الأمن، في تجربة عملية حقيقية يظهر فيها عناصر الأمن حرفية عالية في التصدي للإرهابيين والمتسللين في أعالي الجبال مهما بلغت ارتفاعاتها، لتؤكد قدرة رجال الأمن على مواكبة أساليب الفئة أيا كانت تعقيداتها. وهذه رسالة أمنية لكل ضال أن الوصول إليه مسألة حتمية بالنسبة لأجهزة الأمن. كما أن التمرين المشترك يراعى تتبع أفراد الفئة الضالة والمتسللين في مختلف الأوقات ليلا ونهارا. رؤية ثاقبة ويرى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية المسكون بهاجس أمن الوطن، أن تدريب الأفراد وصقل مهاراتهم وتنمية إمكاناتهم وتطوير قدراتهم، إن كانوا مستجدين أو ممن هم على رأس العمل، قضية أساسية ومحورية في إعداد رجل أمن قادر على مواجهة الظروف والمتغيرات الأمنية في عالم يصطخب بالأزمات والتحديات الأمنية، خصوصا مع وجود ظاهرة الإرهاب التي عانت منها المجتمعات، وفي مقدمتها المجتمع السعودي الذي تصدى له قبل غيره من البلدان الأخرى، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه لابد أن يواكب الأمن سلوك الإرهاب وتنوع مخططات فاعليه ومنفذيه على الأرض. شمولية التأهيل على صعيده، لفت قائد قوات الأمن الخاصة إلى أن الدورات التخصصية الآنفة الذكر لم تكن مقتصرة على رجال القوات، بل إن متدربين من قطاعات أمنية وعسكرية أخرى استفادوا منها بمختلف رتبهم العسكرية من وزارة الدفاع، الحرس الوطني، الحرس الملكي والاستخبارات العامة، إلى جانب قطاعات قوى الأمن الداخلي، بمعنى أن تلك الدورات ليست حكرا على فئة أوقطاع بعينه، وأن المجال متاح لكل من له رغبة في المشاركة لرفع كفاءة وتأهيل منسوبيه. ظروف المكان هذا، ولم يأت اختيار وادي «أبو الهشيم» في الحيسية اعتباطا لتطبيق التمرين المشترك والتجارب الفرضية، بل إن الظروف الأمنية فرضت اختيار المكان الجبلي الوعر، والذي بدأت الفئة الضالة في استخدامه كأسلوب جديد للفرار والتخفي. وكانت جبال الحيسية قد شهدت قبل سنوات تخفي عناصر من المطلوبين أمنيا وبينهم الهالك بندر الدخيل المدرج فيما كان يعرف بقائمة المطلوبين ال 26 ثاني القوائم الأمنية التي أعلنتها وزارة الداخلية بعدما تورطوا يوم الرابع من سبتمبر 2004م بقتل أحد أفراد المجاهدين وإصابة زميل له ولاذوا جميعا بالفرار مستغلين جبال الحيسية للتخفي. وعبر اللواء الركن العماني عن عظيم امتنانه للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ونائب وزير الداخلية، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية إزاء دعمهم المتواصل للقوات الخاصة كغيرها من قطاعات الأمن الأخرى التي ما كانت لتحقق الإنجاز تلو الإنجاز لولا فضل الله ثم دعم القيادة الأمنية الواعية.