عام كامل مضى، والمواطن غربي رحيل أبو مياح من رفحاء (شمالي المملكة) يعيش تضاربا في التاريخ الحقيقي لولادته، ما تسبب في دخوله سلسلة تعقيدات. وتشير شهادات أبو مياح القديمة إلى أنه من مواليد العام 1370 ه، فيما سجله المدني الجديد يثبت أنه من مواليد العام 1360 ه، ما دفع وزارة الخدمة المدنية إلى المطالبة بإرجاع رواتب استلمها وهو على رأس العمل. وبررت الوزارة الطلب بأن المواطن كان من المفترض أن يكون متقاعدا منذ عشرة أعوام مضت. وأوضح أبو مياح أنه قضى العام الماضي في مراجعات مكوكية بين دوائر حكومية مختلفة، بغية تعديل وضعه في هويته الوطنية، ما حرمه من مستحقاته المالية نظير 20 عاما مكثها في الخدمة، إبان تقاعده من العمل قبل عام تقريبا. واستطرد أنه لم يستفد من نظام الضمان الاجتماعي؛ لأن اسمه ما زال قابعا ضمن سجلات الموظفين العاملين رغم تقاعده، فيما تمسكت إدارة الأحوال المدنية بقرار تعديل عمره، الأمر الذي يعتبره مجانبا للحقيقة. وأردف أبو مياح: «الخدمة المدنية فاجأتني بطلب إعادتي الأموال التي تقاضيتها طيلة عشرة أعوام خلت، إذ ترى أن تقاعدي عن العمل جاوز السن القانونية، وبالتالي فأنا ملزم بإعادة رواتبي التي تقاضيتها خلال تلك الفترة، وهو مبلغ يفوق مستحقاتي وقدرتي على الدفع». وتابع قائلا إن تأخر إنجاز معاملته دفعه للاستدانة من البعض، توطئة لتأمين مصاريف أسرته اليومية والتي تبيت أحيانا دون مأكل. وخلص أبو مياح إلى أنه لم يشعر طيلة الأعوام الماضية، بضرورة تعديل وضعه، بيد أنه فوجئ بالأمر أثناء مراجعته لتعديل وضعه من موظف إلى متقاعد. من جهته، أكد ل «عكاظ» مدير مكتب الأحوال المدنية في رفحاء مرزوق الهاملي أنهم اكتشفوا الخطأ عند مراجعة المواطن لهم، لتعديل مهنته إلى متقاعد، مشيرا إلى استنادهم إلى أوراق رسمية موثقة في إدارتهم تثبت صحة عمره الحالي. وذكر الهاملي: «ارتكب المواطن خطأ أثناء تسجيل بياناته قبل 20 عاما، إذ سجل تاريخ الميلاد ناقصا عشرة أعوام، وهو ما نسعى لتصحيحه».