أطلقت جمعية البر الخيرية في محافظة القنفذة مشروعا لاستقطاب الطلاب الحاصلين على شهادات الثانوية العامة من أبناء الأسر الفقيرة في المحافظة وتعليمهم على نفقتها، وبدعم من رجال الأعمال، في المعاهد والكليات الصحية ليكونوا صيادلة وممرضين. واستهدف المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة شرائح المجتمع التي لا تملك دخلا ثابتا، بقصد تحويلهم إلى أسر منتجة، وبدأت الجمعية خطوتها الأولى في العام 1427 ه عندما قرر مدير الجمعية تبني مشروع التأهيل الصحي لأبناء الأسر المستفيدة ودعمهم لمواصلة التعليم في تخصصات صحية تؤهلهم الحصول على فرص عمل ذات دخل ثابت. وأوضح ل«عكاظ» مدير جمعية البر الدكتور حامد الفقيه؛ أن عدد المستفيدين من برنامج التأهيل الصحي منذ انطلاقته وحتى اليوم أكثر من 120 شاب، وأمنت لهم الجمعية تكاليف الدراسة في المعاهد الصحية، إضافة إلى توفير السكن والمواصلات من وإلى المعاهد والكليات والجامعات، فيما خصصت لهم مكافأة تصرف لكل طالب نهاية كل شهر. وبين أن الجمعية استطاعت أن تثري الثقافة لدى المستفيدين من برنامج التأهيل الصحي، وذلك من خلال اخضاعهم لدورات تدريبية متخصصة في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي مع تحمل كافة التكاليف؛ لدعم فرصهم في الحصول على عمل. وبدأت الجمعية تتلمس ثمار نجاحها بعد أن انخرط حتى اليوم أكثر من 35 مستفيدا من برنامجها في سوق العمل في القطاع الصحي الحكومي، والتحق عدد آخر للعمل في مستشفيات القطاع الخاص، فيما احتفت الجمعية أخيرا بتخريج تسعة صيادلة انضموا إلى سوق العمل. وأشار الفقيه إلى أن جهود الجمعية لا تقف عند التعليم الداخلي، بل تمنح عددا من طلابها فرص الابتعاث الخارجي مع تحمل تكاليف الابتعاث، بهدف دعمهم للحصول على الدرجات العليا في هذه التخصصات. وأكد الفقيه أن الجمعية ستواصل عملها على البرنامج رغم كل المعوقات التي يأتي من أبرزها قلة الإيرادات ونقص الدعم، وطالب رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص دعم هذه المشاريع الخيرية الهادفة، كواجب شرعي ومطلب وطني.