بصرف النظر عما يجري في هذه المدارس من أنماط تعليمية، فإن معظم الدراسات تشير إلى أن أبناءنا يقضون أوقاتا قليلة في قاعات الدراسة إن لم تكن هي الأقل على مستوى العالم. فالإجازات الرسمية الخمس تبلغ 55 يوما وإذا ما أضفنا إليها الإجازة السنوية 90 يوما وأيام الغياب التي تصاحب مطلع العام الدراسي وبمعدل 3 أيام يصبح مجموع الغياب 116 يوما وهو ما يقزم من قوام العام الدراسي إلى 194 يوما وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيام العطل الأسبوعية 54 يوما فإن ما تبقى من أيام دراسية فعلية لا يتجاوز 140 يوما فقط. ولو أردت أن تكون دقيقا فعليك أن تحتسب (3) أيام للأمطار أو البرد أو الغبار .. إلخ لينخفض الإجمالي إلى 137 يوما. أما إذا أردت أن تكون حساباتك على درجة عالية من الإتقان فلا تنسى أن تدون خمسة أيام إضافية على القائمة تسبق الاختبارات وبمعدل 2.5 يوم لكل فصل دراسي. هنا يصبح إجمالي أيام الدراسة في نطاق 135 يوما وهو ما يعني أن ما يقارب ثلثي العام أو أقل قليلا بلا دراسة وهو ما يتعلم فيه أبناؤنا السهر في الليل والنوم في النهار حيث تتأسس بذور ثقافة العمل بعد التخرج. وإذا ما أردت أن تكون محافظا في حساباتك فالأمر لا يمنع من إضافة 15 يوما مجانية لترتفع بذلك أيام الدراسة إلى 150 يوما وهو ما يمثل فارقا كبيرا عن أيام الدراسة في سنغافورة واليابان (220 يوما) على سبيل المثال. ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فالساعات التي يقضيها الطالب في الدراسة خلال أسبوع لا تتجاوز 26-27 ساعة خلاف الفترات الضائعة بين الحصص وما أكثرها لتبقى الساعات الصافية «عند الجد» من أقل النسب في العالم. بالمقارنة مع الأنظمة التعليمية المعاصرة والمعايير العالمية المعتمدة تبدو المسافة متباعدة وهو ما ساهم في ضعف مهارات الطلاب وقلة انضباطهم وعدم كفاءة تحصيلهم. نحن مجتمع ريعي استهلاكي من طراز رفيع، لكن استهلاكنا للوقت يبدو هو العنصر الأكثر كلفة على البلاد. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة