أخي أبا حاتم.. قل لي: لماذا الآن؟ قل لي: لماذا تنكأ الوجع الأبدي، بعد أن حاولت أن أتصالح معه؟ قل لي: أين كنت؟ سأحاول أن أقول: كنت بين الوعي واللا وعي.. الوعي بأن القدر «حاتم» علينا، واللا وعي أن يكون حتمه مبكرا جدا، وغائلا جدا.. الوعي بأن الأرواح بيد خالق الأرواح.. واللا وعي بأننا قد ننسى هذه الحقيقة.. أنا لا أريد أن أصابح الناس بحزن، لأن لا ذنب لهم أن تصافح عيونهم دمعا قرر أن يتدفق بعد أن فاضت به الروح.. ولكن، ماذا أفعل إذا صابحتني الفجيعة هذا الصباح دون موعد؟ كنت يا أبا حاتم أحاول أن أتناسى تراكمات الأحزان التي أثقلت تاريخي المثخن بها. كنا، أنا ومن يعرفون ماذا تعني أنت لي، نحاول جاهدين ألا نعزيك في إشراقة عمرك.. اعتبرنا ذلك موتا آخر، حاولنا ألا نتخيله.. حين جاءني الخبر القاتل، كنت حينها في أقاصي الموت، كنت أتمزق بسبب أشياء أنت سيد العارفين لها. حينها، اتصلت متناثرا بابنتك «نهى» ولم أكن أعرف ماذا أقول لها، ولكنها بفطنتها عرفت، وتحول البيت بعدها إلى بحيرة كبيرة من الدمع. الآن.. الآن، أحسست أن البحيرة بدأت تتسع وتفيض في وجداني لتجبرني أن أكون أكبر وأصدق وأشف الموجوعين بحزنك لفقد: «حاتم». حاتم.. ذلك البهي الذي صمد حتى انتقل إلى عالم لا بد أن يكون أجمل لأنه سينضم إليه. حاتم.. الذي ما زلت أتذكر جيدا، وسأتذكر أبدا كيف كان شجاعا ومؤمنا إلى اللحظة الأخيرة. حاتم.. ومثل حاتم لا يفقده أحد.. اعذرني أيها الحبيب. أحيانا نحاول أن نكون أقوى من الحزن، لكنه يخاتلنا ذات لحظة ليجعلنا نبوح بالذي نحاول كتمانه. دمعة.. أجزم أن قلب أخي الدكتور «ناصر الجهني» سيتيح لها متسعا حتى لو كانت متأخرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة