حذر مفتي مصر الدكتور علي جمعة، من المشاكل التي ستواجهها معظم الدول الغربية، بسبب غياب «المرجعية»، مؤكدا في تصريحه ل «عكاظ» أن العالم يشهد الآن ظاهرة خطيرة، وهي تصدي غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني، أو العلم، وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقومات التي تؤهلهم للحديث في علوم الفقه والشريعة والأخلاق. وأكد جمعة، أن الإسلام يحتاج لمن يقدمه بطريقة أكثر عمقا، وشمولا، وبمزيد من الموضوعية، خاصة في وسائل الإعلام في البلاد غير الإسلامية. ودعا الدول الغربية دعم الجهود الحالية للجاليات الإسلامية في التصدي للتفسيرات المتطرفة للإسلام، التي لا أصل لها، وخرجت من أدعياء العلم ممن لم يدرسوا الإسلام في أي من معاهد التعليم الديني المعتمدة، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة؛ لإشاعة الفوضى، ولتحقيق غايات ومآرب لا أصل لها في الدين. وأكد جمعة، أن اختلاف الأديان لا يمنع التعاون بين أتباعها، لتحقيق الخير للإنسانية، وأن اختلاف الناس في أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم، ليس عائقا للتقارب والتسامح والتعايش الإيجابي، بل يجب أن يكون دافعا إلى التعارف والتعاون وتبادل المنافع. وأشار جمعة إلى أن المسلم يحب عليه التفاعل مع الغير، وفق ما يدعو إليه دينه، لأن الأديان السماوية في نظر الإسلام حلقات متصلة لرسالة واحدة، جاء بها الأنبياء والرسل من عند الله تعالى، على مدى التاريخ الإنساني، مؤكدا أن الإسلام يدعو إلى التعايش السلمي المشترك، ويحث على العمل الجاد المتقن، ويعطى للجار حقوقا تصل به إلى حد المقاسمة في المال والطعام، دون النظر لديانته أو جنسه ولونه، كما أنه أقر التعددية الدينية والثقافية، وهي من العلامات المميزة في التعاليم الإسلامية، مستدلا على ذلك بمجتمع المدينةالمنورة، الذي تأسس بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، على التعددية الدينية والثقافية، واستمر المسلمون على ذلك من بعده عمليا على مدى تاريخهم الطويل.