برأ رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي بن عبد الله السديري صحافة الخليج من حالة الانقسام والخصومات المتصاعدة في الصحافة العربية، نافيا عنها الوقوع في الازدواجية التي تعاني منها بعض المجتمعات المتلقية لفحوى الخطاب الإعلامي. وتوجه السديري للحاضرات والحضور في المؤتمر الثاني لاتحاد الصحافة الخليجية في البحرين أمس، قائلا: «صراحة أن واقع صحافتنا الخليجية اليوم يحتاج لمزيد من الدراسة لإمكانية تحديد مسؤوليتها نحو تحقيق مفهوم الوطنية»، مطالبا بأن تبتعد كليا عن السلبيات التي تواجه الصحافة العربية لتكون صحافة خادمة ومحققة لأهدافها الوحدوية بذات الروح الراسخة في ضمائر العقلاء من المنتمين للحقل الصحافي. واستبعد السديري حقيقة أن تكون هناك أسلحة مؤججة مقصدها بعث الإثارة ونشر القلاقل تنتهجه الصحافة الخليجية نحو صنع الخصومة بين كل الأطراف والتوجهات. واعتبر أن وسائل التقارب بين المجتمعات في واقع الصحافة الخليجية ميسر، وعليها أن تدفع به نحو تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات العالمية الراهنة على المنطقة. واستعرض الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان دور الاتحاد على مدى خمسة أعوام، مبرزا المزيد من العمل المحقق لجملة الأهداف التي انطلق من أجلها، منها توسيع دائرة النشاطات والدورات التدريبية المبتعدة عن حالة الضجيج الأجوف والخلافات المتشعبة سياسيا التي كادت أن تعصف بواقعنا العربي المؤلم. وعقد بعد افتتاح المؤتمر الاجتماع الخامس لأعضاء جمعية اتحاد الصحافة الخليجية، إلى جانب افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر. من جهة آخرى اعتبرت وزيرة الثقافة والإعلام في البحرين مي بنت محمد الخليفة أن السبب الرئيس وراء ضعف الصحافة الخليجية المهنية الفقيرة المتمثلة في عدم فهم بعض محرري الصحف لما يدار من أوضاع أثناء التغطيات والقضايا التي تثار. وزادت الوزيرة ردا على سؤال «عكاظ» حول حقيقة دراسة نشرت أخيرا أشارت إلى أن الصحافة الخليجية مغايرة لاهتمامات الشعوب، «إذا لم يكن هناك دافع ذاتي يحرك الصحافي لنقل معلومة صحيحة وسليمة ليأتي مردودها الفعلي عند المتلقي، سيحدث اختلال في منظومة العمل الصحافي الخليجي أو العالم الكوني الذي نعيش فيه، حيث أن أسباب التواصل فيه ميسرة وإذا لم نستغل هذا الأمر فسنبقى متراجعين ولا علم لنا بما يدور من أحداث». ورأت وزيرة الثقافة والإعلام أنه «إذا لم يكن هناك دراية بأهمية الكلمة المسؤولة، فلن تتعزز مشاريع الإصلاح في الخليج، حيث الأساس في هذا الشأن هو من يكتب الخبر الذي يوصل للمتلقي معلومة وفق مهنية عالية ووفق نظرة شمولية وثقافة ودراية بما يدور، وإلا أصبحت الحرية عبثية تعصف بالمتلقين وتثير القلاقل في ذهنه، وهذا جزء أساسي من مهمة الصحافي بأن يكون ملما بالأحداث العالمية والمحلية».