في مسيرة حياتي التعليمية، والعملية تعلمت الكثير من الناس، أكثر مما تعلموا مني، وخبرت أنواعا الألم، والإحباط بين الشباب، والشابات، عند محاولاتهم الأولى لتحقيق الذات، والتفوق، وأساليبهم في ذلك، وطريقة مواجهتهم لمشكلاتهم، والعقبات المتشابهة التي يواجهونها، ونجاحهم، أو فشلهم. عرفت نوعا من الناس يبدأ العمل، والحياة باندفاع غير محسوب، ويظهر لك وكأنه خبير مجرب عرف كل شيء، وأتقن كل شيء، ويبدأ بالقفز في المحيط العملي، ويحاول حرق المراحل، ولا يتردد بادعاء العلم، وبنصح الناس بدل أخذ المعرفة منهم، وهذا النوع إن عرف شيئا أخذ جزءه، ثم ولى بأقل القليل، لأنه يرى نفسه بعين الموهوب الذي يتقن كل شيء بمجرد معرفته باسمه، أو عنوانه، وهو قل أن ينجز شيئا مع أنه يملأ الدنيا حركة، وصخبا، وهو نوع احتفالي، يظهر تألقه في المناسبات الجماعية. ثم خبرت نوعا من الناس كثير السؤال، يركز على تفاصيل الأشياء يستغرق وقتا طويلا في العمل والإتقان، لا يتحرك إلا بخطوات محسوبة، لايهدأ بنوم حتى يحيط بكل جوانب المهمة، ولا يترك العمل حتى ينهيه. ومع هؤلاء عرفت نوعا من الناس يستسهل الأشياء، ويقدمها فجة رديئة، ولا يأبه للدقة بالتفاصيل التي هي دليل الإتقان، ويركض من الصباح الباكر إلى المساء محققا الكثير من مساحة العمل التي تحتاج لأيام وشهور من إعادة النظر لإصلاحها. وعرفت شبابا، وشابات، يبذلون الكثير في بناء أنفسهم قبل خوض معترك الحياة فهم ينخرطون في دورات لتنمية الذات، أو تنمية القدرات الشخصية، ويحسبونها مفتاح الحلول، والمسألة برمتها مكاسب لقطاع أعمال نشط يعيش على قلق هؤلاء وأخذ المال منهم، لأن أي منا في قرارة نفسه يعرف ما يريد، ولكنه لا يعرف طرق الوصول إليه، وتجارب الحياة للمتميزين الذين تحدثوا عن تجاربهم تدل على أن التركيز في العمل، وتنمية الذات من خلاله بالبحث، والاطلاع، والتقصي فاق الموهبة في خلق التفوق، وبناء الشخصية القوية في الحياة، وبدون الحاجة إلى قوة الجسد، وقوة العقل فالحيلة هي التركيز الشديد على محاولة الإتقان في الإطار المنهجي العلمي التجريبي، والدقة، والتركيز في التفاصيل، والتداخلات مع العمل. كما رأيت في حياتي أيضا من تقافزوا بأساليب وصولية كاذبة بتمثيل أدوار متقنة عن مواهبهم، وانطبق عليهم المثل «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع» وإحساس الإنسان بالخوف من ارتفاعه المزيف أخطر من اكتشاف الآخرين لزيفه، وهؤلاء غالبا ما يقابلونك بشخصيات مهزوزة، قلقة غير ما يظهر منهم. ورأيت قدرات عقلية، وعملية ترتفع رغم كل جهود من يعوقون الإبداع، والإنجاز، وتحتل مكانها بقوة رغم تضييق المساحة عليها. أخيرا ماذا عن هؤلاء الذين يعوقون كل متفوق ومتفوقة هل هم شر البرية، الواقع أن لهؤلاء الفضل في تفوق من يعملون الكثير لتجاوزهم، وقد شكر كثير من الذي ارتقوا درجات الحياة محبطيهم لأنهم جعلوهم يصرون على تجاوز العوائق. هل أنتِ، أو أنت محبط، وضيق الصدر أو حتى تعتقد أنك فاشل، إذا كان هذا، فثق أن الفشل هو البوابة الواسعة للنجاح إذا بدأت العمل كالناجحين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة