كثرت الأقاويل وتنوعت حول حقيقة مثلث الرعب برمودا، فمنذ عقود مضت سمعنا عن اختطاف الطائرات إلى اختفاء السفن إلى وجود قرن إبليس العظيم ووزرائه هناك، ولكنها تبقى قصصا غامضة تعتري وتحيط هذا الموطن العجيب. عشناها منذ زمن وكثرت فيها المؤلفات والكتب، غير أننا لا نعرف سر المنطقة ولماذا يكمن حولها غموض قاتل، إلا بعض الدعاة أمثال عائض القرني وعمر سليمان الأشق، كان لهم تفاسير لهذه الغرائب، فبعضهم عزا هذا الغموض لأمور دينية ترجع لوجود عرش إبليس هناك بعد خروجه وطرده من الجنة فاختار هذا المثلث ليصبح بعيدا عن البشر وتكون النهاية الغامضة المخيفة لكل من اقترب منه، وهناك قسم آخر أعاد غموضها إلى وجود القوة المغناطيسية الهائلة التي تجذب كل من اقترب إلى عالمها ودوامتها.. «عكاظ» فتحت الملف الجدلي وبحثت حقيقة المثلث، وهل فعلا كان عرش إبليس سبب كل هذه المشاكل ووراء هذا الغموض؟ يفسر الداعية الإسلامي الدكتور عائض القرني حقيقة مثلث الرعب بقوله «إنه شيء واقعي»، مرجحا ذلك لوجود إبليس في تلك المنطقة من الأرض، وأضاف «بعد طرد إبليس من الجنة أراد لحقده إغواء آدم وحواء فتسبب في خروجهما من الجنة كما أراد السيطرة على الأرض التي نحن عليها ظنا أن البشر ضعفاء، حتى قامت معركة كبيرة بين بني الإنس والجيش الإبليسي». معركة الانتصار ويواصل «نشأت معركة بين الإنس والجن فانتصر الإنس بسبب رجل يدعى مهلاييل الذي أسس مدينتين هما؛ بابل والسوس في الأقصى، وحصنهما لحماية الإنسان من أي خطر، كذلك قام بتأسيس جيش للإنس استخدمه في تلك المعركة الكبيرة بين الإنس والجن فانتصر الإنس وفر إبليس يبحث عن مأوى يختبئ فيه بعيدا عن موطن الإنس». وبين القرني أن إبليس بعد هزيمته ظل يطوف الأرض فاختار مثلث برمودا والتنين لبعده آنذاك عن موطن البشر فوضع عرشه على الماء، إلا أن البشر بعد تطورهم باتوا يعبرون البحر والجو فلما أحس الشيطان بخطورة ذلك عمد إلى اختطاف الطائرات والسفن التي تمر بجانبه. خرافة الكلام لكن المدير التنفيذي للنادي العلمي السعودي الدكتور عبد الحفيظ محمد أمين رد على الداعية الدكتور عائض القرني، مبينا أن ما فسره وغيره من المشايخ عن المثلث إنما هو كلام بعيد عن الدقة تماما، وأقرب إلى الخرافة. وقال ل«عكاظ»: وصلنا عبر النادي العلمي السعودي لأحد مراكز الأبحاث الواقع في طرف مثلث برمودا من الناحية الشرقية، كما قطعنا 1060 ميلا فلم يحدث ما كنا نسمعه عن هذا المثلث الإبليسي. وبين أنهم قطعوا المثلث من طريق آخر أكثر من 1600 ميل عبر المحيط الأطلسي باستخدام الطيران الأمريكي، مبينا أن الطريقين اللذين عبروا بهما المثلث وفي وقتين مختلفين لم يريا عبرهما شيئا، مضيفا «لم نحس بأثر الخرافات، وقد صورنا المثلث من الطائرات الأمريكية فلم نعثر على عرش إبليس بل رأينا مئات من الطائرات تعبر المثلث ومئات السفن دون أن يحدث لها شيء». ويواصل «كشف لنا كبير علماء الإدارة الوطنية للأنواء والمحيطات الأمريكية العالم جون روبنسون أن مثلث برمودا وهم كبير صنعه كتاب سينما هوليوود لاستغلال عاطفة الإنسان وحب الإثارة والمجهول، فاستطاعوا بيع الأفلام والكتب بأرباح خيالية». واستشهد بكلام رئيس قسم الجيوفيزياء في هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية الدكتور جيمس كلارك عندما سئل عن الموضوع فأجاب: تم مسح شواطئ الولاياتالمتحدة، ورسمت الخرائط الجيوفيزيائية بالموجات السيزمية الزلزالية لقاع المحيط الأطلسي بما في ذلك منطقة برمودا، فكانت الأمور طبيعية ولم يوجد ما هو غير طبيعي. منطقة طبيعية وأكد أن هذه المنطقة طبيعية شأنها شأن الشواطئ الأخرى في العالم، وأما قصص الاختفاءات المختلفة فليست لها صحة في أرض الواقع، ويجب أن تمحى من عقول أجيالنا الناشئة . وتمنى أمين من بعض المشايخ تراجعهم عن لوي الحديث الشريف الذي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه»، مبينا إيمانه بالحديث لكن اعتراضه على من قال إن العرش موجود في المثلث، مشيرا إلى أنه لم يسمع عن اختفاءات فيه سوى في الكتب والأفلام المنتجة في هوليوود، وليس للمسيح الدجال أو عرش إبليس أي وجود. ودعا المعلمين والمعلمات في مدارسنا إلى ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة في عقول أبنائنا الناشئة وعدم تغذيتها بمعلومات خاطئة، إضافة إلى عدم الاعتماد على التطرق للقصص الخيالية والخرافية.