لماذا يسهل اصطياد بعض المواطنين كبارا كانوا أو صغارا؟! لماذا يقعون بلا تردد في مطبات الوهم ويستسلمون لمن يستغل حسن نواياهم ويبيع لهم الوهم بأغلى الأثمان؟! لماذا الطبيب المزيف يجد له مكانا بينهم؟! والدواء غير المرخص يباع في أسواقهم، ومن يقال عنها كوافيره تلعب في وجوه بناتهم! ومن أراد أن يوزع عليهم إعلاناته بالمرهم الشافي للصدفية في سبعة أيام! والشامبو الذي يطيل الشعر في أسبوع! والكريم المعالج للروماتيزم في ثلاثة أيام! وعيادات عمليات اليوم الواحد تجعل العينين تبرقان والخدين والحاجبين أجمل! وشد البطن والظهر والصدر! وإبر فعالة للأنوف والأفخاذ والأصابع والكفوف! وحليب مقوٍّ! وساعة يد تكشف نبض القلب! وكل من هب ودب صار جراحا، وكل عيادة لديها استعداد أن تعمل لك المستحيل فقط ادفع! وكل عرض يجد من يجري إليه ويدفع فيه مبالغ فورية عدا ونقدا! لقد تحولنا إلى مجموعات مادية لا يهمها غير المال والحصول على المال وجمع المال والمتاجرة بكل شيء لأجل المال! استولت علينا لعبة الكسب والربح وصرنا نبيع لبعضنا حتى الكذب بأغلى الأثمان! سؤال مر وصعب لماذا يسهل تحويل المواطن من عقلية واعية إلى سطحية متناهية! وكل بلاد الأرض يجد فيها من ينصب ويحتال عليه! لم آت بجديد من عندي، هذه الحقيقة ولو لم نعترف بها، وحان الوقت لتسليط الضوء عليها، ولاحظوا بأنفسكم.. إذا نشر إعلان أن في المكان الفلاني واحدا يعالج الفالج والعجز والسكر والربو وحتى الخجل أكثر الواقفين ببابه من المواطنين! الرسائل النصية ظاهرها تسلية وباطنها استغلال ومعظم المرسلين والمتراسلين مواطنون! يدفعون لهذا أو ذلك من أموالهم ما قد يكون دينا عليهم أو سلفة حصلوا عليها بشق الأنفس!! يدفعون وهم مؤملون.. أن الدعاية لا تخطئ وأنهم الرابحون! وليت المعالجين المزعومين هم فقط من يسهل عليهم اصطياد المواطن الحائر، بل وحتى الذين يفسرون الأحلام يغوونه ويصورون له أن لكل حلم تفسيرا فيأتيهم طواعية شارحا حلمه السخيف.. بعير عضني وإلا حنفية ملأتني ماء، وهكذا والمفسر المدعي يعطي نفس التفسير للجميع لكن بأسلوب مختلف، ومع ذلك لا تزال غواية تفسير الأحلام تكتسح وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والممولة تمويلا محليا! أليس عجيبا أن الحالمين كلهم أصحاب رؤى وليس لديهم أضغاث أحلام! ولا يمكن أن يكون أحدهم قد تعشى طعاما دسما، مما جعله ضحية الكوابيس! هل حقا كل الذين يفسرون أحلامهم عند المفسرين أصحاب رؤى! لولا أنها عمليات نصب واحتيال وجمع الأموال من أسهل الدروب! أليس مؤسفا انتشار هذه الألاعيب بيننا.. وأليس مؤسفا أن بعض الوعاظ مشغولون في الحديث المكرر بينما الناس يجرفهم الوهم ويتساقطون في حفر الوهم والأباطيل؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة