طالب الأمير عبد الله بن سعود بن محمد رئيس لجنة التنمية السياحية في غرفة جدة، رئيس مجلس إدارة مجموعة الأحلام السياحية، بإدخال مواد تختص بالسياحة في المملكة ضمن المناهج الدراسية، خصوصا في الصفوف الأولى، بهدف رفع مستوى الثقافة السياحية لدى الناشئة. وأكد ل«عكاظ»، بعد فوزه بجائزة الإبداع والتميز في القطاع البحري، أن السياحة الداخلية تمثل خيارا استراتيجيا لمواجهة تحديات سوق العمل المحلية، كونها المحرك الرئيس المولد لفرص العمل خلال السنوات المقبلة. ووعد المستثمرين السياحيين في جدة بآلية عمل جديدة لتيسير إصدار التصاريح في أوقات قياسية من الغرفة التجارية الصناعية في جدة دون أن يضطر المستثمر لمراجعة أكثر من جهة. وإلى تفاصيل الحوار: • بداية... التهنئة موصولة على فوزكم بجائزة الإبداع والتميز في القطاع البحري، هل تعطينا فكرة ولو موجزة عن هذه الجائزة؟ الجائزة هي عبارة عن تقدير للمبدعين والرواد في العالم البحري يجري اختيارهم عن طريق جمعية الاتحاد العربي للصناعات والخدمات البحرية، وهي تهدف إلى تكريم التميز والإبداع اللذين تحققا في القطاع البحري خلال الأعوام الماضية. في هذه المناسبة أود أن أهدي هذه الجائزة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، لدعمه اللامحدود وتشجيعه الدائم للاستثمار السياحي. • تسافرون إلى العاصمة اللبنانية اليوم للمشاركة في معرض بيروت الدولي للمراكب واليخوت، الذي ينظم بشكل سنوي. كيف تنظرون إلى هذا المعرض؟ معرض بيروت للمراكب واليخوت أصبح أحد أبرز الأحداث العالمية المهمة، حيث ينتظره العاملون في القطاع البحري، خصوصا أنه يتميز بالإبداع، كما أنه مناسبة فريدة من نوعها يلتقي خلالها اللاعبون الأساسيون في القطاع البحري، ويتداولون القضايا والهموم المشتركة ويحتفلون بإبداعات وإنجازات زملائهم. • كيف تتوقعون حجم المشاركة في المعرض هذه السنة؟ وهل هناك أحداث مصاحبة له؟ بكل تأكيد المعرض سيستقطب آلاف المشاركين الوافدين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الزوار الوافدين من دول المشرق العربي والشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي، كما أنه يستقطب نخبة من صناع القرار من دول المنطقة. أما بالنسبة إلى النشاطات المصاحبة، فسيشهد المعرض انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة للاتحاد، إضافة إلى مؤتمره الدولي الثالث، كما ينوي الاتحاد الدولي لجمعيات الصناعات البحرية (IMC) أن يعقد اجتماعه السنوي بالتزامن مع المعرض، وذلك في سبيل تبادل المعرفة والخبرة في مجالات تشمل إدارة المراسي والإبحار وغيرها من الأنشطة البحرية، إضافة إلى إصدار التراخيص. الجودة تحدد المستقبل • كيف تقيمون صناعة القوارب في العالم العربي؟ وهل تمتلك هذه الصناعة القدرة على المنافسة العالمية؟ أعتقد أن صناعة القوارب العربية تحاول اللحاق بمثيلاتها العالمية لتحتل مساحة واسعة في حلبة السباق والمنافسة الدولية، من خلال تطبيق المواصفات العالمية في الجودة ونقل التكنولوجيا وتطوير صناعة المواد المغذية، وهي تسعى لاحتلال مساحة في السوق العالمي ولكنها مازالت ناشئة وغير متطورة، خصوصا لجهة القوانين الخاصة بالتراخيص وتحركات القوارب واليخوت. السياحة تسير وفق خطط مدروسة • بصفتكم رئيسا للجنة السياحة في غرفة جدة، كيف تنظرون إلى مستقبل السياحة في المملكة؟ أنا متفائل جدا بمستوى السياحة في المملكة لأنها تسير وفق خطط مدروسة، ولأن المملكة تمتلك تنوعا في آفاق السياحة، وتتمتع بمساحات شاسعة. وهذا يميزها عن غيرها من البلدان والدول. كما أن هذا القطاع يشهد اهتماما متزايدا، وذلك لما يمكن أن يسهم به في الناتج المحلي خلال السنوات القليلة المقبلة، وما يمكن أن يحققه في مجال تنويع القاعدة الاقتصادية وتوفير فرص العمل للمواطنين في مختلف مناطق المملكة، سواء في القطاع السياحي نفسه مثل شركات السياحة، وغيرها أو في الأنشطة والقطاعات الأخرى. ولاشك أن السياحة الداخلية تمثل خيارا استراتيجيا لمواجهة تحديات سوق العمل المحلية، وهي المحرك الرئيس المولد لفرص العمل خلال السنوات المقبلة. نهاية الأسبوع ومهرجان التسوق • ما أبرز ملامح أجندتكم للعمل في اللجنة؟ نعمل في اللجنة بالتنسيق مع مجلس التنمية السياحة على أجندة تحمل برامج عدة تنفذ على مدار العام، نركز من خلالها على إجازة نهاية الأسبوع، وسيكون هناك مهرجان للتسوق يتزامن مع إجازة عيد الحج ومهرجان للمأكولات الشعبية وغيرها. وإضافة إلى ذلك نعمل على إيجاد صيغة عمل تسهم في الإسراع في إصدار القرارات التي تمكن من الاستثمار في المقومات السياحية الهائلة التي تحتضنها عروس البحر الأحمر بشكل خاص والمملكة بشكل عام، وترسيخ مفهوم الثقافة السياحية لدى عامة الناس، وهنا نعد المستثمرين السياحيين في جدة بآلية عمل لتيسير إصدار تصاريح الأنشطة في أوقات قياسية، عن طريق الغرفة التجارية دون أن يضطرون لمراجعة جهات كثيرة. تطوير الثقافة السياحية • كيف يمكن تطوير مفهوم «الثقافة السياحية» وتعميمه على المجتمع؟ أعتقد أن هذا المفهوم واسع، ولكنني أعتقد أن المؤسسات الإعلامية والتعليمية من أهم الوسائل لرفع الثقافة السياحية، فهذه الجهات هي المعنية بالدور الأول لرفع ثقافة المجتمع. • هل تقصدون أن تكون هناك مناهج دراسية تتعلق بالسياحة؟ نعم.. أنا أطالب منذ زمن بأن تكون بين المناهج الدراسية مواد تختص بالسياحة في بلادنا، خصوصا في الصفوف الأولى، لأننا للأسف نفتقد إلى ذلك، كما أن مناهجنا التعليمية لا تشجع على رفع مستوى الثقافة السياحية. • شرم أبحر منطقة حيوية ومهمة لسكان جدة، ماهي فكرتكم للاستثمار في هذه المنطقة؟ أبحر منطقة جذب سياحية وعالمية، ونتوقع خلال الأعوام المقبلة أن تشهد نقلة نوعية في مجال الاستثمار، وأن تصبح إحدى أهم المناطق العالمية استثماريا وسياحيا، ولكن ذلك يتطلب أن تكون هناك تسهيلات لرؤوس المال التي ترغب في الاستثمار في جدة وفي أبحر بالتحديد. خلاف اتحاد الألعاب والمنظم • سكان جدة يسألون عن مصير مهرجان أبحر السياحي، الذي لم ينظم هذا العام، فما السبب في ذلك؟ مهرجان أبحر لم ينفذ هذا العام بسبب خلاف بين الاتحاد الدولي للألعاب البحرية وبين المنظم الدولي، ونحن ليست لنا علاقة في هذه الخلافات، ونحن جاهزون وعلى أتم الاستعداد لاستضافة البطولة الدولية بعد حل الإشكال القائم بينهما. • كيف كانت فكرة تنظيم هذا المهرجان في العامين الماضيين؟ لا شك أن منطقة شرم أبحر تتمتع بطبيعة جذابة ومنشآت سياحية متميزة، والمهرجان يهدف إلى جذب أكبر عدد من السياح إلى مدينة جدة خلال الإجازة والمساهمة في تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في منطقة أبحر، ما يعزز فرص تطويره ليصبح أحد عناصر الجذب السياحي الرئيسية في مدينة جدة. وبالفعل أسهم المهرجان في تعزيز رفاه المواطنين والمقيمين في هذه المدينة السياحية. • كيف كان دعم الجهات ذات العلاقة أثناء تنظيم المهرجان؟ كان هناك تفاعل غير مسبوق وهذا غير مستغرب أبدا، ومن هذا المنطلق فإنني أحب أن أثمن الدور الكبير والدعم اللامحدود الذي حظي به المهرجان من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة، محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد. استثمار واعد • ألا تعتقدون أن مدينة جدة في حاجة إلى المزيد من المهرجانات؟ بكل تأكيد، فمدينة جدة تعيش تحولا كميا ونوعيا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي وباتت في أمس الحاجة إلى تنظيم الكثير من المهرجانات، التي تسهم في تعزيز التوجه الرائد، الذي يقوده أمير المنطقة ويجد العناية والدعم من الهيئة العليا للسياحة ومن الجهات ذات العلاقة لإيجاد قطاع سياحي نشط يكسب المدينة هوية جديدة وتألقا تستحقه. • وجهتم معظم استثماراتكم المعروفة نحو الاستثمارات البحرية. هل هناك رغبة للاتجاه إلى استثمارات أخرى؟ نعم أنا أعمل في مجال الاستثمار البحري تقريبا منذ 10 سنوات، وأملك استثماراتي الخاصة الأخرى، كما أملك استثمارات بحرية خارج مدينة جدة في ينبع والليث، ولكن عندي شعور أن الاستثمار البحري واعد ومقبل على نقلة كبيرة جدا. نادي يخوت البيلسان • وقعت مجموعة الأحلام السياحية أخيرا مع شركة إعمار المدينة الاقتصادية عقدا مبدئيا لبناء وتطوير وتشغيل مرسى ونادي اليخوت في قرية البيلسان .. أين وصل هذا المشروع؟ نعم وقعت العقود ويتسع المرسى لمراكب، يتراوح طولها بين 10 و50 مترا، كما سيوفر نادي اليخوت العديد من صالات الطعام والمساحات المفتوحة والعديد من المرافق المساندة للمشاريع التجارية في المرسى، ضمن مساحة إجمالية تتجاوز 23000 متر مربع، وستصبح مجموعة الأحلام للسياحة مسؤولة عن كل ما يتعلق بالرياضات البحرية، وتنظيم المسابقات الخاصة بها داخل المرسى المزمع إنشاؤه، كما ستوفر مراكب للإيجار، إلى جانب تخصيص مواقف لمن يرغب في استئجارها. خدمات الكورنيش • يفتقد الزائر للكورنيش للكثير من الخدمات الحيوية .. هل خاطبتم المسؤولين في أمانة جدة لتوفير مثل تلك الخدمات ؟ نعم، أنا شخصيا خاطبت جميع أمناء محافظة جدة، الذين تولوا المسؤولية في أمانة جدة وذلك لإعطاء المزيد من الاهتمام للواجهة البحرية، لتليق بالمكانة الكبيرة التي تتبوأها المملكة، علما أن هناك توجيها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بضرورة الاهتمام بالمواقع السياحية، حتى تليق بمكانة المملكة، ولكن للأسف لا نجد ذلك الاهتمام، والواجهة البحرية من منطقة الحمراء إلى أبحر بحاجة ماسة إلى مزيد من المرافق العامة مثل دورات المياه، وتخصيص رصيف للمشاة ورفع مستوى النظافة بشكل عام.