استقل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف أمس عربات القطار «الشمال الجنوب» لمسافة 40 كم، مطلعاً على طرق تنفيذ سكة الحديد العملاقة والخطوط المتفرعة منها. وأكد أن مشروع سكة حديد «الشمال الجنوب» من المشاريع العملاقة، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لنقل المعادن والبضائع، ولتشمل نقل الركاب بأحدث الوسائل المتاحة، ما يعود بالنفع على الاقتصاد العام بالنهضة والنماء للمناطق والمدن والقرى والهجر التي يمر بها الخط أو يحاذيها. وبين، لدى تفقده مشروع سكة حديد «الشمال الجنوب»، في المنطقة أمس، أن المشروع سيربط مدن المملكة الاقتصادية الصناعية فيما بينها وبين منافذ التصدير والاستيراد، وسيفتح أسواقا جديدة للمنتجات الزراعية والمحاصيل والبضائع، بتسهيل وصولها للمستهلكين، إلى جانب توفير فرص عمل ووسائل مواصلات وشحن مريحة لأبناء المناطق التي يمر بها الخط وبوابة المملكة للدول الأخرى. وأكد أن الخط سيحدث نقلة نوعية في وسائل النقل والثروات والبضائع والركاب، من خلال توفير أفضل الخدمات، وإيجاد جسور التواصل الاجتماعي والاقتصادي والخدمي بين مدن المملكة. ونوه بما وصل إليه المشروع من مراحل طيبة، قائلا إن المشروع في مراحله الأخيرة. وأعرب عن شكره للقائمين على هذا المشروع والجهود التي يقومون بها من أجل إنجازه في الوقت المحدد. وكان في استقبال الأمير لدى وصوله مقر الحفل المعد لذلك وكيل الإمارة أحمد بن عبد الله آل الشيخ، وعدد من المسؤولين ونائب الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» الدكتور رميح بن محمد الرميح، الذي اطلع على سير العمل في الجزء الواقع في المنطقة. وأوضح الدكتور الرميح أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سارط تنفذ وتشغل مشروع الخطوط الحديدية من الحديثة وحزم الجلاميد شمالاً إلى الرياض، مروراً بالجوف وحائل والقصيم وسدير، إضافة إلى تفرع الخط من منطقة الزبيرة وحتى رأس الزور والجبيل شرقاً. وبين أن المشروع يتكون من خطين رئيسين هما: الخط الأول الذي يبدأ من الرياض ويمتد من ناحية الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية، بينما يمتد الخط الثاني من نقطة المنتصف تقريباً خط الرياض الحديثة، إلى منطقة يطلق عليها اسم ملتقى الزبيرة شمالا، مروراً بمناطق ترسب البوكسايت في الزبيرة، وصولا إلى منشآت المعالجة والتصدير في رأس الزور على ساحل الخليج العربي. يبلغ طول سكة الحديد الإجمالي نحو 2400 كيلو متر، وسينقل 15 ألف طن في الرحلة الواحدة، أي ما يعادل حمولة 600 شاحنة، والقطار الواحد يتكون من 100 عربة. وأضاف أنه تم تنفيذ 800 كيلو متر من مسار خط التعدين الذي يربط رأس الزور بالزبيرة وبحزم الجلاميد من أصل 1486 كيلو متراً وتم التعاقد في إبريل من عام 2009م مع شركة EMD الأمريكية لتصنيع قاطرات المشروع والتعاقد في إبريل من عام 2009م مع شركة CSR الصينية لتصنيع عربات نقل الفوسفات، كما تم التعاقد في مارس 2010م مع شركة رايتس (RITES) الهندية لتشغيل خط التعدين،حيث تبلغ قيمة العقد 278 مليون ريال. وتوقع الدكتور الرميح وصول القاطرات والعربات للمملكة في شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين، تزامنا مع الاستعداد لبدء تشغيل خط التعدين في نهاية العام. ومن المتوقع تشغيل الخط في عام 2013م بسرعة تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة. وزار الأمير مصنع العوارض الأسمنتية، حيث شاهد طريقة العمل والإنتاج من خلال الفنيين العاملين فيه. واستمع لشرح عن المشروع من الدكتور الرميح والمسؤولين عن تنفيذه.