أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    ورشة عمل لتسريع إستراتيجية القطاع التعاوني    إن لم تكن معي    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة ملك البحرين ل «الحياة»: المرأة البحرينية شريكة في بناء الدولة وأرفض ال «كوتا» النسائية
نشر في الحياة يوم 08 - 02 - 2010

اعتبرت الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة «أن مملكة البحرين استطاعت على رغم صغر مساحتها أن تلفت النظر كونها داعمة للعمل الديموقراطي القائم على الفصل بين السلطات، والتأسيس لدولة القانون والشراكة الشعبية». وشددت على أهمية مشاركة المرأة البحرينية في الحياة السياسية، مشيرة الى قدم دورها في الشأن العام والذي يعود الى مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في ثلاثينات القرن المنصرم. وفصّلت الأميرة سبيكة الحيز المهم الذي احتلته هذه القضية ضمن مرتكزات المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ توليه مقاليد الحكم عام 1999، والذي جعل من تمكين المرأة وتفعيل دورها، أحد أهدافه الرئيسة.
ورفضت في حوار مع «الحياة» فكرة اعتماد «الكوتا» كنظام أساس يعتمد لدخول المرأة المعترك السياسي، «لأن المرأة يجب أن تعتمد على ثقافتها وفوزها في خدمة مجتمعها ووطنها»، مشيرة الى أن تعيين الملك سيدات في مجلس الشورى، يعتبر دعوة إلى تفعيل عمل المرأة في الحياة البرلمانية. ونوهت بالدور المهم الذي تؤديه المرأة البحرينية في حركة التنمية في بلادها، وعن رضاها عن هذا الدور مؤكدة إن «استمرار حركة التنمية، سيكون دوماً بمشاركة المرأة الكاملة في الحياة العامة، وهذا لن يحصل ما لم تنل المرأة حقوقها لتتمكن بدورها من زرع الأمان ومكافحة الفقر والمرض والجوع، ومظاهر التخلف متى وجدت حولها».
وعبرت عن أملها في انضمام جميع أطياف المجتمع البحريني للقبول في العمل بمواثيق وقوانين أحكام الأسرة، خصوصاً بعد أن بدأت تظهر نتائجه الإيجابية على حياة الأسرة البحرينية. وأشادت الأميرة سبيكة بالدعم الكبير الذي يقدمه ملك البحرين، وولي العهد والحكومة من دعم لقضايا المرأة البحرينية، مشددة على الدور البنّاء والمثمر للمجلس الأعلى للمرأة. وأكدت على الدور البنّاء الذي تستطيع أن تؤديه قرينات الملوك والرؤساء في تفعيل المحبة وبناء الجسور ونشر التفاهم بين مختلف الدول العربية.
وفي ما يأتي نص الحوار:
 عشر سنين مرت على إنشاء المجلس الأعلى للمرأة، والأهداف الموضوعة كبيرة وشاملة، ما هي نسبة تحقيق هذه الأهداف؟
- ربما حققنا 70 في المئة أو أكثر، ولدينا أحلام وأهداف كثيرة، تنمو وتكبر، وتبرز أهداف جديدة. أنا راضية عن سير العمل في المجلس، والأخوات يعملن بمثابرة وجدية. ولكن مجالات عملنا متشعبة، ورغبتنا في خدمة المرأة والأسرة البحرينية نابعة من ثقتنا بدورها وبها.
عوائق أمام المشاركة؟
ما أهم العوائق أمام تحقيق مشاركة المرأة بفعالية في بناء وطنها وأمتها، هل هي المفاهيم الخاطئة للدين؟ أو ربما التقاليد الاجتماعية؟ أم المرأة نفسها؟
- لا أرى أي عائق في البحرين يمنع المرأة من مشاركة الرجل في بناء وطنها، وإذا كنت تتحدثين عن المرأة سيدة الأعمال، فهناك في البحرين تشجيع ودعم حقيقي لهذه المرأة رسمياً وشعبياً، والمرأة البحرينية منذ القدم تدرس، وتعمل، وينظر اليها بعين الرضا وهي نظرة مشرقة.
على مدى ثلاثة أيام، أمضيت ساعات طويلة، في معرض «فرص التدريب والتوظيف للباحثات عن العمل»، كيف تصفين تجربتك هذه؟
- ولدت فكرة هذا المعرض منذ سنوات، عندما طلب الملك حمد إيجاد حل لمعضلة البطالة بين النساء، والتي تصل الى 75 في المئة من النسبة الإجمالية للعاطلين من العمل في البحرين التي لا تتجاوز 3 أو 4 في المئة، وهي طبعاً من أقل النسب في العالم. ونحن استغربنا هذه النسبة النسائية، مع أنه لا يوجد أي تفرقة بين المرأة والرجل. ومن هنا أنه لا بد من الوقوف على الأسباب التي تحول دون إدماج المرأة في العمل لدى القطاع الخاص. هل سببها عزوف النساء عن العمل، هل هي ساعات العمل؟ أم مميزات التأمين؟ أو قوانين العمل وفوارق الأجور؟ كما أن هذا المعرض فرصة للتعرف الى الفرص التدريبية المتوفرة، والتي تساهم في حل مشكلات المشاركة في العمل.
نحن في المجلس اتفقنا مع وزير العمل الدكتور مجيد العلوي على الوقوف على الأسباب التي تمنع توظيف المرأة، وننتظر نتائج هذا البحث الذي نقوم به منذ فترة غير وجيزة، خلال أيام.
أما تجربتي في لقاء أخواتي في المعرض فكانت فرصة لي لسماع شؤونهن وشجونهن والوقوف عند القصص الشخصية. ومثل هذه اللقاءات يسعدني جداً، لأنه فرصة لي للتعرف عن كثب الى التحديات التي تواجهها المرأة، الى جانب تعميق انحيازي الإنساني الى بنات وطني، خصوصاً أننا جميعاً نعمل للارتقاء بالأسرة البحرينية، ولتحسين حاضرها ومستقبلها. كما انها فرصة لي لإيصال هذه المشاكل الى المسؤولين للعمل على حلها، من خلال جهودنا المشتركة.
وما أثر طبعاً في مساعدة المرأة البحرينية العاملة وجود ثلاثة مصارف تهتم بها، فهناك بنك التنمية، الذي يتيح نظماً تشجع الأعمال الناجحة، لتكبر وتتطور. وبنك الأسرة الذي يركز دعمه للأسر المنتجة الفقيرة، وأيضاً بنك الإبداع الذي يقدم القروض الصغيرة من دون أي فائدة، وقد وجد ليشجع الأفكار المبدعة، وذوي العطاء المتميز. وتستفيد كل فئات المجتمع البحريني من دون استثناء، كل بحسب قدرته ومؤهلاته. هذه المصارف تشجع أبناء البحرين وبناتها على الخوض في المشاريع القريبة من ميولهن الشخصية وقدراتهن، والابتعاد عن الوظيفة التي يضطرن الى اللجوء إليها لأسباب مادية.
وعلى سبيل المثال، ثمة فتاة بحرينية تحسن التصوير الفوتوغرافي، وفرت لها القروض الميسرة الفرصة لامتلاك الاستوديو الخاص بها، وهي اليوم توظف الآخرين. وأجد أن الشهادة الجامعية لا تعني الوظيفة تلقائياً، بل تعني البحث عن الموهبة والميول وتوظيف العلم والثقافة للوصول الى الهدف.
أسس الرؤية الاقتصادية
كيف وصلت البحرين الى هذه النسبة القليلة من العاطلين من العمل؟
- ما وصلنا إليه هو نتاج جهود مشتركة، فقد طلب الملك من وزارة العمل وضع برامج لتخفيف نسبة البطالة، كما وضع ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، مشروع رفع كلفة العامل الأجنبي بحيث تصبح أكثر بكثير من كلفة العامل البحريني، وأثار هذا ضجة كبيرة في صفوف أصحاب العمل، واعترض بعضهم عليه من منطلق عدم توفر التدريب والخبرة لدى العامل البحريني. ومن هنا برزت الحاجة الى إيجاد برامج للتأهيل والتدريب كما بدأنا برامج لإصلاح التعليم، والتعرف أكثر الى حاجات سوق العمل البحرينية، للتجاوب معها. كذلك، هناك الجهود المخلصة بين القيادة، ووزارة العمل والمجلس الأعلى للمرأة وطبعاً الشعب.
نتيجة لهذه الجهود بدأت الفكرة تتوضح أمامنا، فنحن نريد أن نعرف إذا كان الرقم المعلن عن وجود أربعة آلاف عاطلة من العمل، رقماً دقيقاً، أم مبالغاً فيه. وهدفنا من هذه الجهود هو وضع النقاط على الحروف، وهذا سيظهر قريباً كما ذكرت. فنحن جميعاً حريصون على معرفة كل الحقائق. كي تصل نسبة مشاركة المرأة التي ترغب في دخول سوق العمل الى 100 في المئة. ولدينا رؤية اقتصادية مبنية على ثلاثة أسس:
1- التنافس: وهو يشجع على النجاح والتفوق والإبداع.
2 - القانون: وهو يسهل إيجاد قاعدة متساوية للعمل، كما يضع الجميع سواسية أمام القانون، وينظم سير العمل.
3 - الاستدامة: أي التواصل في العمل الجاد والسعي للوصول الى الأفضل والأكبر.
هل لنا بنبذة سريعة عن أعمال المجلس الأعلى للمرأة؟
- أنشئ المجلس في آب (أغسطس) 2001، كجهة رسمية تُعنى بالمرأة البحرينية، وتتبع مباشرة لملك البحرين. وهي جهة استشارية وليست تنفيذية. تتمحور رؤية المجلس حول كون المرأة شريكاً جديراً في بناء الدولة ونموها، وهو مكون من 16 شخصية نسائية، ومن أهم اختصاصاته اقتراح السياسة العامة في مجال تنمية المرأة وتطويرها في مؤسسات المجتمع الدستورية والمدينة ووضع مشروع خطة وطنية للمرأة البحرينية. ومحاور الاستراتيجية، هي اتخاذ القرارات، والتمكين الاقتصادي، والاستقرار الأسري، والمجتمع المدني، والبيئة، والصحة والتعليم والتدريب.
ما أقرب هذه المشاريع الى قلبك؟ المجلس يعمل جاهداً لتوعية النساء البحرينيات بأهمية حقهن في الانتخاب والمشاركة في الحياة السياسية. هل تحبذين دخول المرأة البرلمان من طريق ال «كوتا»؟
- أنا لا أحبذ فرض المرأة بهذه الطريقة، بل أجد أن على المرأة البحرينية التي استطاعت أن تفرض احترامها ووجودها في شتى المجالات في الحياة العامة، أن تتبع الطريق ذاتها في وصولها الى مجلس النواب، أي أن عليها أن تفرض محبتها واحترامها على الناخبين والناخبات، من خلال التزامها خدمة مجتمعها وثقافتها، ونظرتها الشافية لمصلحة وطنها. عندها ينتخبها الشعب من طريق القناعة وليس الفرض.
لدينا برامج متنوعة لتمكين النساء سياسياً، تساعد في تنظيم حملاتهن، وإعدادهن وتأهيلهن، وشهدنا ارتفاعاً في نسبة المشاركة النسائية في عمليات التصويت. وأعتقد بأن تعيين الملك سيدات للعمل في مجلس الشورى، يعتبر دعوة صريحة الى تفعيل عمل المرأة في الحياة البرلمانية.
إذا وجِد نظام ال «كوتا» لا بد أن يأتي من طريق التجمعات الشعبية، ليختار الناس المؤهلة، لأن فرض «كوتا» قد يأتي بغير المؤهلات ما سيفشل التجربة السياسية للمرأة، بل يعيد مشاركتها في هذا المجال الى وراء. وآمل بأن تكون مشاركة المرأة البحرينية في الانتخابات في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ناجحة، وأن تبرهن أن وعيها السياسي نضج. فلدينا سيدات مؤهلات يملكن الحجة والعلم والقدرة، وهذا ما أثبتنه في مجلس الشورى.
لا قانون ضد الشريعة
مع أن كثيرات من نساء العالم العربي والإسلامي يحلمن بالوصول الى ما وصلت إليه المرأة البحرينية من خلال قانون أحكام الأسرة، يبقى معظم نساء الطائفة الشيعية خارج نطاقه. هل أنت متفائلة بأن يصدر هذا القانون بقسمه الثاني؟
- هذا القانون أعطى المرأة حقوقاً كثيرة للحفاظ على كرامتها وأسرتها. فهو مثلاً أعطى الحق للزوجة في أن تشترط في عقد الزواج عدم زواج الزوج بثانية من دون إخطارها بزواجه التالي بكتاب مسجل، ويفرض على الزوج النفقة بالمعروف وعدم التعرض لأحوالها الخاصة، ويعطيها الحق بالتصرف فيها بالمعروف، ويمنح الحق للقاضي بأن يقرر بناء على طلب الزوجة نفقة موقتة لها ولأولادها، كما يؤكد عدم حق الزوج في أن يُسكن مع زوجته ضرّة لها في مسكن واحد، وهناك مواد أخرى كثيرة تخدم حق المرأة وأولادها بحياة كريمة ومستقرة.
الملك قال مرات إنه لم ولن يوقع أي قانون ضد الشريعة، فلماذا هذا التخوف الذي يظهره بعض رجال الدين؟
واليوم بعد سنة ونصف سنة بدأت نتائج هذا القانون الإيجابية تظهر في حياة الأسرة والمرأة البحرينية، كما أصبحت واضحة طريقة تنفيذه، وربما ستقنع هذه التجربة معارضي هذا القانون بفوائده وجدواه، وإذا لم يقتنعوا فإن أحداً لن يجبرهم.
كيف تصفين تعاون المرأة البحرينية، والمجلس الأعلى للمرأة مع زميلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، والعالم العربي؟
- هناك تعاون وثيق بين المرأة البحرينية وشقيقاتها، ليس فقط في دول مجلس التعاون، ولكن على صعيد العالم العربي ككل. وتوضحت الصورة أمام المرأة البحرينية بعد انضمام البحرين الى منظمة المرأة العربية، وهناك تعاون وثيق بين المجلس والجمعيات الأخرى البحرينية ونظيراتها في الدول الأخرى العربية.
أنا أتعاون مع صديقاتي الكثيرات من السيدات الأول، مثل السيدة سوزان مبارك والنائبة اللبنانية السيدة بهية الحريري، وأتمتع بلقاءات مع الجميع.
هل تعتقدين بأن البحرينية ساهمت وتساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية؟
- أشعر بأن المرأة البحرينية مشهود لها في كل مكان وهي، والحمد لله، وصلت الى أعلى المراتب. فهي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي المحامية والطبيبة والمصرفية اللامعة وسيدة الأعمال الناجحة والسفيرة، وما تقدمه لوطنها وللعالم مشرف.
المرأة والإعلام
هناك اعتقاد بأن صورة المرأة في الإعلام لا تمثل واقع حياتها ولا تقارب مشاكلها الحقيقية، فهل تعتقدين أن هذا دقيق؟
- هناك تنوع كثير في الإعلام، والإعلام صورة للمجتمع. فهناك بعض المجلات الثقافية الهادفة التي يمكن التمتع بقراءتها، وهناك مجلات لا تستحق عناء النظر إليها، ولا تفيد بشيء. وعلى عاتق الإعلام مسؤولية جدية، في نشر الصورة الحقيقية للمرأة العربية العاملة، والتطرق الى مشاكلها. كما أن لديه مسؤولية في بناء مجتمع متناغم ومتجانس.
هل تشارك الأميرة سبيكة، الملك حمد هموم المرأة البحرينية؟
- طبعاً، وهو يرغب دوماً في الوقوف على تطورات عملنا في المجلس، ويحب أن تعرض الأمور عليه في شكل متكامل ومن الجوانب كافة، وأن يسمع الرأي والرأي الآخر، وأن يعرض عليه الموضوع بطريقة علمية وبالأرقام، خصوصاً أن وقتنا ضيق، وهو لا يحب اتخاذ القرارات العفوية في القضايا الأساسية.
من دون مساندة الملك المطلقة لما استطعنا تحقيق أي شيء، ولم نستطع السير في مشوارنا هذا خطوة واحدة. ففي العام الماضي عندما طلبنا منه أن يكون للمرأة يوم خاص بها، كي تشعر بقيمتها وبالفخر والاعتزاز بدورها، وافق فوراً وقرر أن يأتي الى دارها في المجلس الأعلى للمرأة في يوم العيد الوطني مصحوباً بأركان الدولة، وألقى خطابه السنوي من هنا، وهذا يدل على مدى احترامه وتقديره للمرأة ولمشاركتها العريضة في بناء الأسرة والوطن، يشاركه في ذلك جميع المسؤولين. وأعتقد بأن أكبر هدية قدمها الملك للمرأة هي تأسيس المجلس الأعلى للعناية بشؤونها.
هل تعتقدين بأن للسيدات الأول في بلدانهن دوراً في تقريب وجهات النظر بين الملوك والرؤساء العرب؟
- طبعاً، المرأة لها دور رئيس في بناء العلاقات الإنسانية وتقوية روابط الصداقة المبنية على الحوار والمحبة والاحترام. والأخوة تذلل صعوبات كبيرة، وهناك الكثير من الدول العربية التي تجمعنا معها صداقات قديمة. نتعامل مع بعضنا على أساس عائلي نكرّمهم ويكرموننا بحفاوة. وأرى أننا كلما عاملنا بعضنا بعضاً على أساس ديننا الحنيف، تذوب خلافاتنا.
هل يعامل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والأميرة سبيكة أبناءها وبناتها على أسس المساواة؟
- لقد تزوجنا ونحن في سن مبكرة، وأنجبنا ثلاثة صبيان وابنة واحدة، وهذا ما سمح لنا بأن نبني علاقة صداقة مع أولادنا، وعاملناهم ونعاملهم جميعاً على أنهم سواسية، والملك يقول: فرحتي بوجود ابنتي نيلة مثل فرحتي بابني البكر سلمان، أولادنا متساوون في الحقوق والواجبات.
خلال لقاء سابق تحدثنا عن حبك لقراءة الصحف؟ هل لديك الآن الوقت للقراءة؟
- لا بد من أن أقرأ صباح كل يوم صحف البحرين، وجريدتي «الحياة» و «الشرق الأوسط»، وعندما أسافر أضيف ال «هيرالد تريبيون». فأنا لا أشعر بالراحة إذا لم أعرف بدقة ما يحدث في بلدي ومحيطي والعالم.
مثل هذه القراءة قد لا تجلب الراحة احياناً، فهل من نشاطات تقومين بها، تحبينها للترفيه عن نفسك؟
- هوايتي الأولى الاهتمام بالتراث والعمارة التقليدية، وأعمل دائماً على الحفاظ على جماليات وميزات المباني التراثية لقيمتها الوطنية. وأهتم أيضاً بالزراعة والحدائق، ومن هنا اهتمامي الشديد بمعرض الحدائق، وقد أوكل إلي الملك مهمة الاهتمام به، بعد وفاة والده الشيخ عيسى رحمه الله. وأصبح هذا المعرض السنوي عالمياً، يقصده أبناء المنطقة ويأتيه الزوار من أنحاء العالم. وإلى جانب ذلك أهتم جداً بالزراعة الإنتاجية مثل الخضروات والفاكهة. ولدينا محميات زراعية إنتاجية عدة، وتماشياً مع أهداف الأمم المتحدة هذا العام اتخذنا «الغذاء» عنواناً لمعرضنا.
كما أشارك الملك حبه للخيول العربية، ونتشارك في اختيار الخيل، والعمل للحفاظ على السلالة العربية منها. وحبي للخيل نابع من حب الملك لها.
ما هي أحلام الأميرة سبيكة لأبنائها ولأحفادها؟
- أن ينعم الله عليهم بالصحة والاستقرار، وأتمنى أن يكونوا تعلموا منا مثلما تعلمنا نحن من أجدادنا وآبائنا حب العطاء. أولادنا نعمة من الله علينا، وآمل أن أكون قد وفيت الأمانة في تعليمهم خدمة الوطن وأشكر الله انهم جميعهم أتموا علومهم الجامعية، ويعملون بإتقان في الشأن العام، في خدمة البحرين، أما ابنتي نيله فقد عملت في الشأن العام هي أيضاً، والآن بعد زواجها قبل شهر تفرغت لبناء أسرتها، وأنا أجد أن مهمتها كزوجة وربة منزل هو أهم عمل يمكن أن تقوم به. وتبقى أمنيتي الكبرى في أن أرى أولادي وأحفادي يقدمون لبلدهم مثلما قدم أهلنا ونقدم نحن، لأنني أعتبر خدمة الوطن شرفاً كبيراً لي ولعائلتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.