تهنئة من الأعماق لسعادة الدكتور سليمان عبد القادر فقيه صاحب الريادة في إنشاء المستشفيات الأهلية في منطقة مكةالمكرمة، والذي كان لإقدامه من أكثر من ثلاثين عاماً على إنشاء مستشفى مجهز بأحدث الإمكانات الطبية والعلاجية، مع توافر الكفاءات ذات الخبرة العالية من الأطباء الاستشاريين والفنيين المتميزين أكبر الأثر في تنافس العديد من الأطباء المقتدرين والمستثمرين على إنشاء العديد من المستشفيات الكبيرة ما بين مكةالمكرمةوجدة خاصة والتي أصبحت في مقدمة المدن العربية التي يقصدها الكثير من أبناء الدول العربية طلباً للعلاج في مستشفياتها التي حظيت بدعم الدولة بقروض ميسرة لتوفير أفضل الأجهزة والمعدات الطبية لمختلف التخصصات التي تيسر أسباب العلاج للمواطنين والمقيمين. .. وإذا كانت تهنئتي للدكتور سليمان فقيه على مبادرته التي كان من ثمارها قيام مجموعة كبيرة من المستشفيات، فإنني أهنئ اليوم نجله الدكتور مازن الذي سار بتميز على نهج والده وفق معايير إنسانية سامية ومهنية مثالية هيأت للمستشفى الحصول على شهادة «الأيزو» من قبل كما حصلت الأسبوع الماضي على المرتبة الأولى في القطاع الصحي وشهادة التكريم من هيئة جائزة الملك خالد رحمه الله في منتدى التنافسية الدولي 2010م وذلك ضمن أفضل (7) شركات تميزت بتطبيقها المعايير السبعة التي يعتمد عليها المؤشر السعودي للمنافسة المسؤولة. وإذا كنت أهنئ الدكتور سليمان فقيه والدكتور مازن على ما تحقق لهما إنجازه فإنني أرى في الوقت نفسه أن بلوغ هذه الغاية ليس بالعسير على المستشفيات الأخرى لو حرص كل صاحب منشأة طبية على القيام بالإشراف التام والمتابعة المتواصلة لما يقدمه المستشفى من خدمات لمراجعيه ونزلائه من المرضى الذين يتطلعون للعناية وتوافر أحدث الأجهزة للكشف والعلاج بأفضل الإمكانات المتطورة. إن النجاح والتفوق الذي ننشده ونتمناه لكافة المستشفيات العامة والأهلية خاصة ليس صعباً ولا مستحيلاً إن توافرت الإرادة الصادقة على الوصول إلى النجاح مع توافر الإمكانات التي تساعد على تحقيق أفضل الخدمات والرعاية التي تقود إلى النجاح والتميز ليس في مجال الطب وحده، وإنما في كافة المجالات، ومرافق الخدمة العامة. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنني أطالب وزارة الصحة بمتابعة أوضاع العيادات الخاصة التي تفرض رسوماً تتعدى المعقول سواء بالنسبة للكشف، أو الفحص بالأجهزة المختلفة. وكذا مراقبة أوضاع المستوصفات الكبيرة والصغيرة، فقد اضطررت للجوء لأحد المستوصفات في الخط الدائري في مكةالمكرمة إثر حادث طارئ، وما أن أتم الطبيب الكشف في قسم الطوارئ الذي لا تتعدى مساحته ثلاثة أمتار مربعة حتى قال لأحد مرافقي: سارع إلى الصيدلية لشراء أمبولة بنج 5 ملي مع لفة شاش!! تصوروا غرفة طوارئ بهذا المستوى على طريق دائري يفترض أنه يستقبل حالات مختلفة لمصابين من حوادث السيارات ليس فيه من البنج، ولا الشاش شيء!! وليس هذا فحسب بل إن المستوصف نفسه كما تبين لي وللأخوة الذين كنت برفقتهم مقام في أسفل مدخل عمارة سكنية حتى لكأنه عيادة متواضعة لطبيب وليس مستوصفاً قد يلجأ إليه أكثر من مريض في آن واحد. وأعود لموضوع النجاح والتفوق وأرى أن من واجب كل إنسان أن يحرص على تحقيق أقصى ما يمكن أن توافر له الإمكانات من تفوق خاصة لمن يتولى إدارة مرفق عام سواء كان حكومياً أو أهلياً مهمته خدمة المواطن الذي تدفعه ظروفه أو حاجته لمراجعة المرافق فإنه إذا كان النجاح مطلبا فإن الخدمة بإنسانية شرف، وكفى.