أطلق مبتعث سعودي يدرس في بريطانيا برنامجا إذاعيا عبر صفحات الفيس بوك على شبكة الإنترنت، يتناول فيه قضايا السعوديين المغتربين وهمومهم في مختلف بقاع الأرض. وأخذ عبدالمحسن القباني طالب الماجستير في الصحافة الإذاعية والتلفزيونية في جامعة شيفلد هالم، على عاتقه مسؤولية طرح أول برنامج إذاعي يختص بالسعوديين حول العالم، متيقنا أن الإنترنت سوف يتخطى الحدود ويصل إلى الصين والولايات المتحدة ولن ينحصر في بريطانيا فقط. وكانت بداية الفكرة بحسب القباني حين كان يدرس مادة الصحافة الإذاعية تحت إشراف أستاذه فايلو هولاند، وهو منتج برنامج في إذاعة بي بي سي الخامسة وصحافي إذاعي بريطاني، يقول «كان أستاذا ماهرا ومغرما بالعمل الإذاعي كفن وصحافة، وعزز لدي فكرة العمل في المجال الإذاعي». وزاد «فكرت في تأسيس برنامج يختص بالمشهد الإعلامي حول العالم نطرح فيه قضايا من وجهتي نظر أكاديمية ومهنية عبر لقاء الأكاديميين والصحافيين، ولكن هذه العملية مكلفة زمنيا، إضافة إلى أنها ستجلعني حبيس الاستديو ولن أتمكن من تطبيق ما تعلمته في مادة الصحافة الإذاعية». اتجه بعدها القباني الذي كان مأخوذا بالعمل التلفزيوني والإذاعي، إلى موقع الفيس بوك وأسس مجموعة تضم أعضاء سعوديين من دول عدة، مثل أمريكا وبريطانيا واستراليا وكندا وكوريا واليابان ونيوزلندا والأردن والإمارات وهولندا، ويطمح حاليا في الوصول إلى الطلاب في ماليزيا وباكستان والدول العربية. ومن خلال الموقع أطلق برنامجا إذاعيا يدعو من خلاله الطلاب إلى ممارسة العمل الصحافي والإذاعي، ومناقشة قضاياهم والتقاط القصص الإخبارية من واقعهم، «دون تبني أي نوع من الخطابات الوطنية أو السياسية». ويضيف «تقوم الفكرة التشغيلية على أن يعد الطلاب بعض مواد كل حلقة من أماكن تواجدهم حول العالم، وتعرض بعد إخضاعها للمونتاج عبر البرنامج من الاستديو في مدينة شيفلد الإنجليزية». وفي العشرين من شهر ديسمبر للعام 2009 تم الإعلان عن تأسيس البرنامج وعرضت أول حلقة في 31 يناير 2010، ولاقت أصداء طيبة، وتتعاون مع القباني في إعداد برامج الإذاعة مجموعة من الطلاب والطالبات، ومنهم وفاء الجهني طالبة الدكتوراة في تخصص التمريض، ومها العماري طالبة الدكتوراة في الرياضيات وأحلام الزهراني وهي أيضا طالبة دكتوراة في تخصص التمريض، وتقدم خدماتها اللوجستية للبرنامج من خلال الترويج له والمساعدة في اختيار الضيوف بحكم أنها منسقة المبتعثات في بريطانيا. ويؤكد القباني أنه لم يطلب أي دعم من الملحقية السعودية أو يحاول الاندماج مع الأندية الطلابية، «أردت أن يكون البرنامج مستقلا عاكسا فكرة صحافة الأفراد التي تتواجد في فضاء الإنترنت وتتمتع باستقلالية ولا تخضع إلى بعض العوامل المنظمية». وحول مستقبل البرنامج يقول مؤسسه، «لا أعرف إلى أين سيتجه البرنامج طالما أني لست متفرغا له وأتواجد معه بشكل مؤقت طوال فترة الدراسة، لكني أتمنى أن يستمر من بعدي متطورا وفق المعايير الأساسية التي وضعتها»، معتبرا هذه الأمنية صعبة التحقيق نوعا ما، في ظل شح الطلاب المتخصصين في مجال الصحافة الإذاعية والتلفزيونية في دول الابتعاث.