لم يجد طالب الصف الثاني ابتدائي «بتان» غير لغة البكاء للتعبير عن وجعه الكبير بعد إصابته البالغة في ساقه أثناء لهوه مع رفاقه الصغار في فناء المدرسة، غير أن بكاءه المستمر لم يقنع معلميه بحقيقة إصابته، فاعتبروا دموعه دلالا و «دلعا»، لا يستحق المتابعة والاهتمام، فبقي الصغير مغالبا أوجاعه حتى نهاية اليوم الدراسي عندما اكتشف والده، بندر القحطاني، أن نجله الصغير مصاب بكسر في ساقة و «المعلم آخر من يعلم»، حسب وصفه. الواقعة شهدتها مدرسة عاشت أياما عصيبة في الأسبوعين الماضيين عقب حادثة شهيرة راح ضحيتها طالب بحسب المواطن بندر القحطاني، الذي روى ل «عكاظ» تفاصيل ما حدث، بعد أن تقدم بشكوى رسمية إلى إدارة التعليم في جدة متهما المدرسة بالإهمال وسوء التصرف وعدم اتخاذ الإجراءات التربوية والعلاجية حيال نجله الذي أصيب بالكسر وأبقي في الفناء الداخلي دون رعاية طبية أو إسعاف وعدم الانتباه إلى بكائه المستمر ومغالبته الآلام الكبيرة. يقول القحطاني .. «بتان كان يلهو مع رفاقه في فناء المدرسة وتعرض إلى إصابة آلمته كثيرا وظل يشير بيده إلى موضع الإصابة، لكن معلميه لم يكترثوا لأوجاعه وظلوا يتفرجون عليه، في الوقت الذي ظل فيه شقيقه بجواره يخفف آلامه برش الماء البارد على مكان الإصابة، لم يكتف ابني الأكبر بذلك، بل اصطحب شقيقه إلى الإدارة وطلب منها الاتصال بي وإعلامي حقيقة الأمر، غير أن الإدارة لم تستجب لطلبه وأبقت بتان إلى نهاية اليوم الدراسي» طبقا للقحطاني، فإنه وصل المدرسة في الوقت المحدد للانصراف ونقل نجله إلى مستشفى قريب، ليكتشف الأطباء إصابته بكسر في الساق وهو الأمر الذي يدحض ادعاء معلمي المدرسة الذين اتهموا نجله بالدلال والدلع. ويضيف أنه تقدم بشكوى رسمية إلى إدارة التعليم لفتح تحقيق عاجل. في موازاة ذلك، أبلغ مصدر في تعليم جدة أن تحقيقا موسعا بدأ للتحري في الواقعة وفي حال ثبوت خطأ أو إهمال، فإن المتسبب سينال العقاب حسب الانظمة.