أبلغت «عكاظ» مصادر قضائية مطلعة أن المحكمة العامة في جدة، نظرت أكثر من 200 دعوى منذ مطلع العام الجاري كانت أراضي مؤسسة العين العزيزية طرفا فيها (مدعية ومدعى عليها)، مفيدة أن أحكاما صدرت ضد العين وأخرى لصالحها. وأفادت المصادر أن الدعاوى المنظورة بين العين العزيزية والأمانة ومواطنين؛ اشتملت على بيع عقارات أكثر من مرة، تداخل الملكيات، وازدواجية صكوك، موضحة أن قضايا سجلت في محكمة جدة أخيرا تتعلق بأراض باعتها العين العزيزية على مواطنين، ثم منحتها الأمانة لمواطنين آخرين، وأراض منحتها الأمانة لمواطنين وباعتها العين العزيزية على آخرين. وصدرت أحكاما قضائية ألزمت العين العزيزية والأمانة بتعويض المتضررين، فيما لا تزال قضايا مماثلة منظورة أمام القضاء. وأبانت المصادر نفسها أن مواقع التعديات على أراضى العين العزيزية، تقع شرقي وجنوبي جدة وتتركز في أحياء قويزة، أم الخير، المنتزهات، كيلو 14، كيلو 10، الحرازات، الصواعد، والجوهرة، ومواقع بمحاذاة طريق جدة- مكة القديم، الذي يعتبر الشريان الرئيس لأراضي العين العزيزية. يذكر أن المحكمة العامة في جدة أوقفت بيع أراضي مؤسسة العين العزيزية منذ فترة بموجب توجيهات عليا، حيث تعتبر أراضيها وقفا للملك عبد العزيز، لجلب المياه إلى محافظة جدة. كما منحت إدارتها منذ 30 عاما بحسب أنظمتها، حجج استحكام لكل من يحيي جزءا من أراضيها الواقعة شرقي وغربي وجنوبي جدة، مقابل مبالغ مالية تقدرها لجنة مختصة في العين. من جهة ثانية، تعتبر مؤسسة العين العزيزية أحد الأوقاف الهامة التي أنشأها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لجلب المياه إلى إهالي جدة. وأنشئت العين العزيزية في محافظة جدة عام 1367ه، بتوجيه من المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على أن تكون وقفا له، وهي عبارة عن وقف للأراضي التي تمر منها المياه إلى محافظة جدة من على بعد 70 كيلو مترا من وادي فاطمة، ووضع لها الملك فيصل رحمه الله ناظرا للوقف في حينه، كما منح الوقف أرضا في المطار لتكون مقرا له. ويتركز عمل المؤسسة على جلب المياه من وادى فاطمة من المنطقة الواقعة شرق محافظة خليص إلى جدة بمسافة حوالى 70 كيلو مترا، إذ كانت حتى عام 1389ه، المصدر الوحيد تقريبا لسقيا أهالي محافظة جدة. ووجه الملك عبد العزيز بإيجاد موارد مالية للعين العزيزية، بحيث يكون ريع الأراضى الواقعة جنوبي وشمالي «ماسورة» العين من الكيلو الخامس فى جدة وحتى منابع العيون شرقي خليص ملكا للعين العزيزية إضافة إلى المبالغ التى تستحصلها العين من إيراد المياه. وفى عام 1389ه أنشئت محطة تحلية المياه في جدة، ودعم إنتاجها من الكمية التي تنتجها العين التي استثمرت في استحصال الرسوم من المستهلكين إلى اليوم، كما أنشأت العين العزيزية مدنا لحجاج البحر والجو برسوم رمزية تضاف إلى دخل العين. ومع مرور الوقت أصبح لدى العين الكثير من الموارد، وبالتالي الكثير من الأصول (عمائر، مكاتب، مقار عمل، صيانة، معدات، وغيرها) وكذلك توفر كمية من السيولة كانت تودع في مؤسسة النقد العربي السعودي ويصرف منها على الأعمال الخيرية، كما لا يزال لدى العين الكثير من الممتلكات والسيولة في مؤسسة النقد تزيد على 731 مليون ريال. وتؤدي إدارة العين العزيزية أعمالا عدة منها استحصال رسوم المياه من المشتركين في محافظة جدة ورسوم الأراضي المباعة ضمن امتياز أراضي العين وقيمة أجور المباني المستثمرة من أملاك العين وإدارة مدن الحجاج وصيانتها وحفر آبار المياه لدعم إنتاج مياه العين مع أداء أعمال خيرية (إنشاء مساجد، مقابر، تقديم صدقات). وبلغت قيمة ما تنتجه العين العزيزية من المياه وفقا لجدول قيمة المياه لكل شريحة، إذ بلغت في الشريحة الأولى 2.3 مليون ريال، والشريحة الثانية بلغت أكثر من 2.3 مليون، فيما وصل الإنتاج بحسب الشريحة الثالثة 24 مليون ريال، أما الشريحة الرابعة فزادت على 48 مليون ريال، ووصلت مع الشريحة الخامسة إلى 72 مليون ريال.